تقرير التجارة العالمي 2025 يطلق أول مؤشر لقياس انفتاح السياسات التجارية على الذكاء الاصطناعي تقرير التجارة العالمي 2025 يحدد الفوارق بين السلع المُمكِّنة والقطاعات المُمكَّنة بالتقنية

اللحظة الاخباري -
كشف تقرير التجارة العالمي 2025 عن إطلاق "مؤشر انفتاح سياسات التجارة للذكاء الاصطناعي" (AI Trade Policy Openness Index – AI-TPOI)، وهو أول أداة من نوعها على المستوى الدولي تقيس الانفتاح في السياسات التجارية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وأوضح التقرير، الذي أطلق الأربعاء، أن هذا المؤشر، الذي صاغه خبراء منظمة التجارة العالمية، يكشف عن تفاوتات كبيرة بين الدول في مجالات أساسية تشمل: العوائق أمام تجارة الخدمات، القيود على السلع المُمكِّنة للذكاء الاصطناعي، والقيود المفروضة على تدفقات البيانات عبر الحدود.
وأشار التقرير إلى أن الاقتصادات متوسطة الدخل الأدنى والأعلى غالباً ما تتبنى السياسات الأكثر تقييداً في هذه المجالات، بينما تظهر الاقتصادات منخفضة الدخل أكثر انفتاحاً نسبياً، غير أن هذا يعكس محدودية القدرات التنظيمية وضعف البنية التحتية الرقمية، لا تبنّي سياسات انفتاحية مقصودة.
كما بيّن أن حتى الاقتصادات التي تعتمد تعريفات جمركية منخفضة يمكن أن تفرض قيوداً عبر متطلبات محلية لتخزين البيانات أو ضوابط على التصدير، وهو ما يعيق الوصول إلى أدوات وأسواق الذكاء الاصطناعي.
* فوارق التجارة تقنيا
وفي جانب آخر، شدّد التقرير على أهمية التمييز بين السلع والخدمات المُمكِّنة للذكاء الاصطناعي (AI-enabling goods and services) والقطاعات المُمكَّنة به (AI-enabled sectors).
وتشمل السلع والخدمات المُمكِّنة؛ المواد الخام والمعادن الأساسية، أشباه الموصلات، المعدات الحاسوبية عالية الأداء، خدمات الحوسبة السحابية، إضافة إلى المدخلات الوسيطة اللازمة لتطوير وتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وذكر التقرير أن حجم التجارة العالمية في هذه السلع المُمكِّنة بلغ 2.3 تريليون دولار أميركي في عام 2023، ما يعكس أهميتها المحورية في سلسلة القيمة العالمية للذكاء الاصطناعي.
أما القطاعات المُمكَّنة بالذكاء الاصطناعي هي القطاعات التي تبنّت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عملياتها التشغيلية، وتشمل الإعلام، الاتصالات، والخدمات الصحية عن بُعد.
وأوضح التقرير أن هذه القطاعات تختلف في مستوى كثافة اعتمادها على الذكاء الاصطناعي، إذ تُظهر قطاعات مثل الإعلام والتكنولوجيا المعلوماتية والخدمات الطبية الرقمية معدلات تبنٍّ أعلى مقارنة بقطاعات أخرى، ما يبرز التباين في استفادة الأنشطة الاقتصادية من التحولات الرقمية.
وأكد التقرير أن هذا التمييز بين المدخلات المُمكِّنة والقطاعات المُمكَّنة يوفر فهماً أوضح لكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي عبر الاقتصاد العالمي، ويُبرز أن مدى انفتاح السياسات التجارية والبنية التحتية الرقمية سيحددان بشكل حاسم قدرة الدول على استغلال الفرص الاقتصادية التي تتيحها الثورة التكنولوجية الراهنة.