2025-11-10     عدد زوار الموقع: 6158851

معقول ما فيه مواضيع مهمة..!

ابراهيم عبد المجيد القيسي

مثلي؛ هناك كثيرون يشعرون بالغربة في وطنهم مع إطلالة شمس كل صباح، وهذا امر ربما ليس مؤسفا، او قد يكون كذلك، لكن علينا ان نفكر في هذا، ونتحدث عنه من زاوية أكثر اتساعا، أعني من من زاوية المنطق والموضوعية..

الزمن يتغير والثقافات، فمع كل ثانية تمر على الإنسان الحي، الذي يتفاعل مع الحياة، تزداد معرفته، فتتطور ثقافته، فالمعرفة واحدة من عناصر البنية الثقافية للآدمي، فمن الطبيعي أن تتغير الدنيا من حولنا بشكل مستمر، وأخطر وأهم تغيير هو الذي يطرأ على سلوكنا وقناعاتنا ومبادئنا، لكن التغيير بحد ذاته تحد، قد لا يستسيغه الناس كلهم، ومن بين هؤلاء هم من يشعرون بالاغتراب.

حين يكون التغيير وتطوير السلوك على حساب مبادىء وقيم وقوانين و»سيادة ثقافة»، يكون صعبا، وليس من السهولة ارساؤه بين الناس والتفاعل معه بسلاسة، لا سيما حين يتجاوز هذا التغيير على قناعات وعادات وقيم وموروثات اجتماعية وغيرها، وهذه حقيقة تواجهها المجتمعات المحافظة، والشعوب التي تشعر بانها صاحبة مشروع.. قضية ورسالة، فقد كان وما زال مطلوبا أن تقوم المؤسسات التنويرية في أي مجتمع بدورها المطلوب، وليس من أدوارها مقاومة التغيير، ولا قبوله كما هو.. وهنا يتطلب الأمر أن تتدخل المؤسسة التعليمية والتشريعية في بعض منعطفات هذا التغيير، لأن بعض مجالات التغيير والتحضر يلزمها قوانين، ويلزمها تدريب للناس، وبالتأكيد لن يكون التدريب في ورش ومعسكرات، بل من خلال المؤسسة التعليمية، ومثال ذلك ما تقوم به كل شعوب ودول الدنيا مع التكنولوجيا في التعليم، فالتكنولوجيا تقريبا هي حالة من تغيير تفتعل الجنس البشري مع الحياة في كل مجالاتها، لهذا نجد كل مدارس الطلبة بمختلف مستوياتهم، وفي كل العالم الذي نعرفه، أصبحت تعتمد التكنولوجيا، في مناهجها التعليمية، وفي قدرات المعلمين فيها ومهاراتهم، وحتى في لوجستيات التعليم وأدواته وبنيته التحتية.. ولأن كل مجال من الحياة التي تديرها الدول هو في النهاية ينتج معرفة وعلما، فهو بدوره يقوم بمهام تنويرية، ولو من الناحية المهنية والوظيفية، وبهذا المعنى فالمطلوب من كل المؤسسات في الدولة الواحدة، ان تطور وتحسن في أدائها وتشريعاتها، لضمان سلاسة وقبول لدى الناس لإنجاز أعمالها وتجنيب نفسها وطالبي خدماتها الأزمات والرفض الذي يقوض الثقة بينها وبين المواطن، وتبدأ رحلة الاغتراب.

قد يكون موضوع هذه المقالة عاما، وقد يبدو زائدا عن الحاجة، وذلك لأن الوضع «عال العال»، ولا يوجد قضايا مهمة نكتب عنها، او يمكن أن نكتب عنها ونضمن فوائد للبشر والشجر والحجر، او على الأقل نجنبهم الغضب والجدل والخطر.

انت فين والحب فين!



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

25708 المؤيدين

25580 المعارضين

25512 المحايدين

محايد لا نعم