على وضعية الطيران
ابراهيم عبد المجيد القيسي
من كل الأشكال والأنواع، تتطاير الرسائل جيئة وذهابا، وربما ذهابها أكثر، ولا أحد يستقبلها، والعجب أن الجميع قرروا تجاهلها، او ثمة ما يتعسر على العقل فهمه.. ما الذي يشغل بالهم؟
بعضنا يفسر هذا السلوك بأنه قرار مسبق، اتخذته النخبة بالإجماع، ولو كان هذا التبرير صحيحا فهو بلا شك يبعث في النفس نوعا من الطمأنينة، فثمة ما يجمع عليه الناس هناك، لكن هذا لا يتفق مع كثرة التناقضات التي تشي بأن لا أحد مع الآخر، ولا يدري كثيرون بالذي يجري حولهم، وأية كميات من المياه تتسرب من تحتهم.. ولا يكترثون.
المهم أن الجميع أصبح يتماشى مع هذا الفراغ، ويتأقلم، او هو ربما لا يحفل به، لأنه أسير فرديته، ونسيج وحدته، ولا يهمه شيء غير نفسه.. وقبل أيام انطلقت أصوات كالمعتاد، تؤيد وتعارض رئيس مجلس النواب الجديد، الرجل السياسي ذا الخلفية العسكرية الجميلة، وأنا أتفرج منهمك في شؤوني .. ويبدو أنني وبلا قرار مني، وجدت نفسي على وضعية الطيران، ولم أتفاعل مع هذا الشأن الأردني، الذي يجب أن ينال كل الاهتمام، لأننا أحيانا بل أصبحنا كثيرا ما نشعر بالانفصام عن مجتمعنا وبلدنا وقضاياه، وفي زمن يتطلب منا عكس هذا..!.
مهما اقتربنا او ابتعدنا او نسينا او تناسينا، فهذه بلدنا، ولا شيء او مكان يهمنا أكثر منه، والوظيفة العامة، سواء أكانت في أدنى أو أعلى الهرم الوظيفي، تهمنا، وأداء المسؤول في اي موقع منها، يجري باسمنا ويستهدف حياتنا وشؤوننا ومعاشنا وحقوقتا.. وكل تفاصيلنا، ومن واجبنا أن نهتم ونتابع، ويكون لنا موقفنا..
لكننا تم تحويلنا لوضعية الطيران، واتسعت المسافة بيننا، ونفقد الاتصال.. شيئا فشيئا.
آلو...
انقطع الخط.








