2025-12-20     عدد زوار الموقع: 6206352

نشامى المنتخب.. فخورون بكم، حققتم «الأهم»

عوني الداوود
رغم أننا جميعًا كأردنيين «زعلانين» لعدم حصول نشامى منتخبنا الوطني لكرة القدم على كأس آسيا، وكنّا نتمنى أن نظفر باللقب بعد أن كنّا قاب قوسين أو أدنى من الظفر به.. لكنّها كرة القدم، والنهائيات لا تقبل القسمة على اثنين، فهناك رابح وخاسر.
مبررات «الزعل»، أنّنا كنّا الأفضل في هذه البطولة -بشهادة جميع المنصفين- وكنّا في المباراة النهائية الأقرب في الشوط الثاني تحديدًا لحسم المباراة، والجماهير تردّد أنّ هدف «أبو طه» كان يجب أن يُحسب، وأنّ الهدف على «أبو ليلى» ما كان يجب أن يباغتنا، وأنّ انفراد «علي علوان» لو سُجّل لانتهت المباراة، ولولا إخراج الحكم لـ»عبدالله نصيب» لما سُجّل الهدف الثالث للمغرب.. ولكن علينا أن نعترف بأن كل تلك مجرد تفاصيل تحدث في كل مباراة وتؤدي لمثل هذه النتائج، تفاصيل تكون أحيانًا في صالحنا، وأحيانًا في غير صالحنا. ولكن علينا أن نكون منصفين أكثر لمنتخبنا الوطني، وعلينا ألّا نقلّل من حجم ما تحقق.. نعم «الطموح والحلم» مشروعان، لكن الواقعية مع الطموح أيضًا مطلوبان، وهنا لا بد من الإشارة إلى الملاحظات التالية:
 1 -منتخبنا «الذهبي» خلال 3 سنوات حقّق إنجازات تاريخية، فهو بطل آسيا 2023، وتأهل للمرة الأولى (مباشرة) في تاريخه إلى مونديال 2026، وها هو يحرز المركز الثاني لكأس العرب 2025 للمرة الأولى في تاريخه.
 2 -منتخبنا حقّق هذه الإنجازات بالإعداد الجيد والإرادة، والروح القتالية، وحب الوطن.. وإعداد -بأقل الإمكانات، بدءًا من الدورة العربية «بطولة الحسين 1999» حتى يومنا هذا، باتحاد كرة قدم تحمّل الصعاب ووفّر مدربين أكفاء انتقلوا بالمنتخب من مرحلة إلى أخرى، بدءًا بالمدرب الوطني الراحل محمد أبو العوض، ثم مدرسة كروية بقيادة الراحل محمود الجوهري، ثم مرحلة الكابتن عدنان حمد، وصولًا إلى المدرسة المغربية (الحسين عموتة / بطولة آسيا) وجمال السلامي (نهائيات كأس العالم/ونهائي كأس العرب 2025).
 3 -عبر ربع قرن تطورت الكرة الأردنية على كافة المستويات، حتى صار لدينا منتخب يضم محترفين في أوروبا (موسى التعمري) وفي دول آسيوية (يزن العرب) وفي دول الخليج (يزن النعيمات)، ونصف لاعبي المنتخب الأول تقريبًا محترفون في عدد من الدول العربية الآسيوية والإفريقية.. ولدينا اليوم «فريق ثانٍ» شاركنا به في كأس العرب، ولدينا منتخب أولمبي مميز.
 4 -كل ما ذكرناه، إذا قارنّاه بإمكانيات فرق عربية شقيقة -ولا أقول فرق غربية- لوجدنا أننا حققنا إنجازات هي أقرب للمعجزات إذا ما قورنت بـ(حجم الإمكانات المالية +القدرات اللوجستية من ملاعب وغيرها +توفير المدربين العالميين +توفير المعسكرات التدريبية والمباريات الودية مع فرق عالمية كبرى +القيمة السوقية لتلك المنتخبات ولاعبيها.. إلخ).. ففروقات الإمكانات بين منتخبنا وتلك الفرق لم تشكّل ذريعة أو عائقًا أمام الإصرار والإرادة، لتحقيق الإنجازات بأقلّ الإمكانات.
 5 -ما حقّقه منتخب النشامى في «كأس العرب»، أهم من رفع الكأس -رغم أهمية ذلك-، لكن منتخبنا حقق الأهم فعاد مرفوع الرأس.. يحظى باحترام الجميع، منتخبًا واتحادًا وجهازًا فنيًا.. وفاكهة البطولة كلّها «الجماهير الأردنية» الوفية التي وقفت مع المنتخب في جميع المباريات، فكانت وبشهادة محللين ومتابعين من مختلف الدول المشاركة.. البطل الحقيقي في البطولة (فلم يقلّ عدد المشجعين الأردنيين عن 40 ألف مشجع في كل مباراة وعلى مدار 6 مباريات خاضها منتخبنا وصولًا للنهائي الذي كسر بالحضور الجماهيري الرقم القياسي وصولًا إلى (78131) متفرجًا.. جمهور لم تمنعه المسافات من السفر للوقوف خلف المنتخب الوطني ومساندته على مدى 18 يومًا مدة هذه البطولة.
 6 -طموحاتنا عالية، لكن علينا أن ندرك بأن المغرب، رابع كأس العالم 2022، وبطل كأس أمم إفريقيا تحت 23 عامًا 2023، المركز الثالث والميدالية البرونزية -دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، إلخ، ورغم كل هذا التاريخ الحافل والمشرّف كان فريقنا ندًّا قويًا وقريبًا جدًّا من نيل اللقب.
 *باختصار:
-نعم، كنّا نمنّي النفس برفع الكأس، لكنّ نشامى المنتخب عادوا مرفوعي الرأس، فقد جسدوا صورة مشرّفة للأردن وعكسوا وحدة الأردنيين وتلاحمهم -كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني-، كما كانت جماهير الأردن الوفية الداعم الأول ومصدر قوة وعزيمة النشامى.. بالتشجيع من البداية حتى صافرة النهاية -كما قال سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.
-شكرًا جلالة الملك، شكرًا سمو ولي العهد على الدعم المتواصل للمنتخب.
-شكرًا سمو الأمير علي، رئيس الاتحاد، وللجهازين الإداري والفني.
-شكر خاص ومقدّر من جلالة الملك وكل الأردنيين للكابتن (المغربي/الأردني) جمال السلامي.
-شكرًا نشامى المنتخب على كل ما قدمتموه.. «طمّنتونا على حسن الأداء في المونديال القادم».
-شكرًا للجماهير الأردنية الوفية، ولكل الجماهير العربية التي آزرت وآمنت بمنتخبنا الوطني.. ولكل المحللين والمعلقين الرياضيين الذين أنصفوا منتخبنا بالكلمة والصورة والتحليل.
-شكرًا قطر، أميرًا، وحكومةً، وشعبًا على حسن الضيافة وحسن التنظيم.. فكانت الدوحة بيتًا لكل الأشقاء العرب.
-مبروك للمغرب الشقيق.



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

27730 المؤيدين

27653 المعارضين

27527 المحايدين

محايد لا نعم