التحديات الاقتصادية وآفاق النمو في العراق: موازنة تاريخية وإصلاحات استراتيجية
اللحظة الاخباري -
يشهد العراق ارتفاعاً ملحوظاً في إجمالي الناتج المحلي نتيجة ارتفاع أسعار النفط عالمياً، حيث بلغت إيرادات الربع الأول من عام 2024 أكثر من 27 مليار دولار، وهو رقم قياسي. وهناك جهود كبيرة مبذولة من أجل تحسين الوضع الاقتصادي في البلاد وهو ما يضع الكثير من التفاؤل في خطة الإصلاح الاقتصادي وهو ما يشجع الشباب نحو البحث عن الكثير من فرص الاستثمار.
سعي أيضًا بعض الشباب العراقي خاصة من جيل الالفية للبحث عن وسائل غير تقليدية للكسب وتوفير حد أدنى من الدخل وتحسين الوضع الاقتصادي الخاص بهم. لذا نجد البحث عن افضل شركات التداول المرخصة في العراق 2024 أو طرق الربح عبر التجارة الالكترونية، وغيرها من بين أكثر العبارات انتشارًا بين وسائل البحث عبر الانترنت.
التحديات الاقتصادية
هناك بعض التحديات التي تواجه الاقتصاد العراقي والتي تجعل من عجلة النمو والتقدم الاقتصادي بطيء إلى حد ما. من أهم هذه التحديات:
الاعتمادية على النفط: يعتمد العراق بشكل كبير على إيرادات النفط، حيث تُشكل أكثر من 90% من الموازنة العامة.
ارتفاع معدلات البطالة والفقر: يعاني العراق من معدلات بطالة مرتفعة، خاصة بين الشباب، حيث تصل إلى أكثر من 30%. كما يعيش ما يقارب 20% من السكان تحت خط الفقر.
ضعف البنى التحتية: تعاني البنى التحتية في العراق من إهمال لسنوات طويلة، مما يُعيق الاستثمار ويُقلل من فرص النمو.
في الواقع، يتم العمل بشكل جاد للتصدي لهذه التحديات من خلال مؤسسات القطاع الخاص والحكومي جنبًا إلى جنب، وتسعى العراق لتحقيق تنوع اقتصادي جيد من خلال الاتجاه إلى الصناعات الحديثة وتشجيع التحول الرقمي وتأسيس اقتصاد مستدام.
آفاق النمو الاقتصادي
على الرغم من التحديات التي تواجهها، إلا أن العراق يتمتع بإمكانات كبيرة لتحقيق النمو الاقتصادي، وذلك بفضل:
احتياطياته النفطية الهائلة: يُعد العراق من أغنى دول العالم بالنفط، حيث تُقدر احتياطياته المثبتة بأكثر من 140 مليار برميل.
موقعه الجغرافي المميز: يقع العراق في موقع استراتيجي على مفترق طرق التجارة بين الشرق والغرب، مما يُتيح له إمكانات كبيرة لزيادة صادراته.
سوقه المحلي الكبير: يبلغ عدد سكان العراق أكثر من 40 مليون نسمة، مما يُشكل سوقاً محلياً كبيراً للمنتجات والخدمات.
الموازنة التاريخية والإصلاحات الاستراتيجية
يسود المشهد الاقتصادي العراقي حالياً تفاؤل حذر، مدفوعاً بارتفاع أسعار النفط وخطط إصلاحية طموحة. تهدف الموازنة العامة أيضًا إلى معالجة بعض التحديات الاقتصادية، مثل:
زيادة الإنفاق على البنى التحتية: تهدف الحكومة إلى زيادة الإنفاق على البنى التحتية، مثل الطرق والكهرباء والماء، من أجل تحسين بيئة الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية.
دعم القطاع الخاص: تهدف الحكومة إلى دعم القطاع الخاص من خلال تقديم القروض والمنح وتخفيف القيود التنظيمية.
خلق فرص عمل: تهدف الحكومة إلى خلق فرص عمل جديدة من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم.
ورغم توقعات بعجز سنوي يبلغ 48 مليار دولار، تُظهر مؤشرات إيجابية أخرى تحسنًا في الوضع المالي. فقد ارتفعت احتياطيات العملة الأجنبية، بينما يستمر تدفق النفط العراقي إلى الأسواق العالمية بمعدلات جيدة.
وعلى صعيد آخر، تُبشر خطة التنمية الاقتصادية للحد من حرق الغاز وتعزيز الاستفادة منه بجذب المزيد من الاستثمارات لقطاع الطاقة، خاصة في مجال إدارة الغاز، بحلول نهاية عام 2024.
يواجه العراق تحديات اقتصادية كبيرة، لكن لديه أيضاً إمكانات هائلة لتحقيق النمو الاقتصادي. فالشباب العراقي هو الداعم الأول للاقتصاد مع إعطاءه الفرصة لقيادة مستقبل البلاد الاقتصادي. رفع مستوى البنية التحتية وجذب الاستثمارات الاقتصادية المختلفة يعمل بشكل كبير على دفع عجلة التقدم الاقتصادي للأمام. هذا إلى جنب تشجيع شركات القطاع الخاص يساعد على تحقيق تنوع اقتصادي مستدام.