مأزق الانقسام الفلسطيني حمادة فراعنة

حالة مرضية ذاتية ضيقة تسود الشعب الفلسطيني داخل فلسطين، لدى جزأَي وطنهم في مناطق 1948، كما في مناطق 1967.
حالة مرضية، تكاد تكون مستعصية حينما ندقق بحجم المبادرات ونعيمها وعددها التي قُدمت، ولم تُفلح، لم تنجح، لم تحقق اغراضها وأهدافها، سواء في إنهاء الانقسام بين الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، و ضرورة إنهاء حالة الاستئثار السائدة لدى كل من حركتي فتح وحماس، فتح لدى مؤسسات منظمة التحرير والسلطة في رام الله، و تفرد حماس في ادارة قطاع غزة.
خطوات وبرامج ومخططات المستعمرة، وأدواتها وأفعالها مفتوحة على كافة الجبهات والهدف المركزي تسعى من أجله:
1- الحفاظ على قوة المستعمرة، وتمددها واتساع نفوذها على كامل خارطة فلسطين أولاً وخاصة في القدس والضفة الفلسطينية، وما يُتاح لها خارج حدود فلسطين في سوريا ولبنان، مستغلة عوامل الضعف لدى الآخرين، وعوامل القوة والتفوق المتوفرة لها أميركياً.
2- تقليص الوجود البشري للشعب الفلسطيني داخل فلسطين: 1- قطاع غزة بالقتل والتدمير وجعل القطاع غير مؤهل للحياة والمعيشة، والدفع باتجاه الرحيل الطوعي 2- من القدس بالتضييق والضرائب الباهظة، والترحيل، 3- في الضفة الفلسطينية وخاصة في مخيمات جنين وطولكرم ونابلس، لإنهاء شخصية المخيم، وعنصر اللاجئ، لشطب قضية اللاجئين وحق العودة، مع شطب وكالة الأونروا وإفقارها مع تقليص دورها ووظيفتها، نحو المخيمات واللاجئين،ولاحقاً كما فعلت في القطاع ستفعل في الضفة.
معركة 7 تشرين أول أكتوبر 2023، وتداعياتها وما أفرزته من عوامل فلسطينية وإسرائيلية، جعلت معركة المواجهة بالنسبة للمستعمرة، معركة وجود على أرض فلسطين بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، خاصة أن وجود الطرفين الديمغرافي بات متساوياً حوالي 7 ملايين نسمة لكل منهما، وبين المشروعين: الوطني الديمقراطي الفلسطيني في مواجهة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.
تداعيات المعركة المتتالية المستمرة في محطتها الرابعة للشعب الفلسطيني عبر مسار الحركة الوطنية الفلسطينية، بعد 7 أكتوبر، باتت تفرض وجوباً وحدة أدوات النضال الفلسطيني، بين مختلف الفصائل والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني ليتحدوا في مواجهة العدو المتفوق، فاقد لكل المحرمات في تعامله مع الشعب الفلسطيني، في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة فاشية عنصرية،احتلالية احلالية.
الوحدة الوطنية الائتلافية بين مكونات وقوى الفعل الفلسطيني، تعتبر أهم أدوات المواجهة الصدامية ضد العدو الواحد الوطني القومي الديني الإنساني: المستعمرة الإسرائيلية .
سياسة نتنياهو وفريقه الائتلافي المتطرف، ضد حركة حماس كما هي ضد حركة فتح، ضد سلطة حماس في القطاع، وضد سلطة فتح في الضفة الفلسطينية، وسياسات المستعمرة ومواقفها ونهجها العدواني التصفوي علني بدون مواربة، فلماذا التردد؟؟ ولماذا التأني؟؟ لماذا الفشل لكل المبادرات الفلسطينية والعربية والدولية الصديقة التي سعت إلى إنهاء الانقسام؟