2025-03-09     عدد زوار الموقع: 5678849

المنخفض ورمضان.. يكشفان عن ثقافة استهلاكية وشرائية خاطئة نيفين عبد الهادي

لم يحدث أن انقطعت سلعة ما عن الأسواق المحلية، فلم أعهد ذلك بالمملكة، أيّا كانت الظروف، والأوقات، لم أسمع يوما عن سلعة تحديدا من الضروريات غير متوفرة أو حتى قليلة أو حتى شارفت على الانتهاء، حقيقة لم يحدث ذلك يوما، ما يجعل تهافت المستهلكين على الشراء لأي سبب كان، أو لأي مناسبة، حقيقة أمرا يستدعي الاستغراب والتساؤل «لماذا كل هذا التهافت؟» كون أسواقنا تتوفر بها السلع على مدار العام والشهر والأسبوع والساعة!!!

خلال الأيام الماضية، يمكن لأي متتبع لحركة الشراء أن يلحظ حالة من التهافت الكبيرة حتى أن الكثيرين قاموا بشراء مواد غذائية وتموينية أكثر بكثير من احتياجاتهم، وذلك بحجة تعرّض المملكة لمنخفض جوي، مع العلم بأن السلع متوفرة ولم يتم الإعلان عن إغلاق أي من أماكن التسوق سواء كان من مخابز أو بيع مواد تموينية أو محال الخضار والفواكه أو اللحوم والدواجن، فكل هذه المحال تعمل بشكل طبيعي بتوفّر كامل للسلع، ومع هذا شاهدنا تهافتا كبيرا على الشراء، وازدحامات على المحال بشكل كبير، وشراء الضروري وغير الضروري للأسف.

ورغم قناعة كل من يزاحم لشراء مواد غذائية يستهلكها خلال أيام المنخفض الجوي أن السلع متوفرة وأنها لن تنقطع، إضافة لإمكانية التحرك أيام المنخفض الذي تم التأكيد رسميا أنه لن يعيق الحركة ولن يكون مصحوبا بالثلوج، رغم كل هذا أصر عدد من المواطنين على شراء سلع بكميات كبيرة، فوق احتياجاتهم لمجرد شعوره بأنه أحضر ما يكفيه خلال أيام المنخفض الجوي، الذي سرعان ما بدأت أيامه وسرعان ما انتهت ولم تكن هذه الفترة بحاجة لكل هذا التهافت وكل هذه الازدحامات وكل هذه السلع.

والمفاجئ بالأمر أن عددا من المواطنين بدأ بشراء احتياجاته الرمضانية، ذلك أن ما قام بشرائه مسبقا كان لأيام المنخفض، ليبدأ بعد ذلك بشراء احتياجات رمضان، أيضا بتهافت على الأسواق وشراء سلع بكميات كبيرة، وتكديس المواد الغذائية والتموينية بشكل كبير جدا، على الرغم من توفر كل شيء من كل شيء، وحرص الحكومة على توفير السلع بكميات تناسب السوق المحلي وحجم الاستهلاك، مع الحفاظ على الأسعار بشكل لا يؤدي لرفعها لأي سبب، والتأكد من توفّر السلع الكافية في أسواق المؤسستين الاستهلاكيتين المدنية والعسكرية بالمملكة بكميات مناسبة وأسعار تناسب المواطنين كافة، بمعنى وجود واقع مثالي بعمل الأسواق وتوفر السلع.

بالأمس، وفي إطار الجهد الحكومي للتأكد من توفّر السلع بأسعار مناسبة، مع اقتراب شهر رمضان تفقد رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، أسواق المؤسستين الاستهلاكيتين المدنية والعسكرية في منطقتيّ رأس العين ومرج الحمام، و»شدد على أهمية التركيز على خدمة المواطنين والتسهيل عليهم في توفير السلع بأسعار مناسبة وجودة عالية، والتخفيف عليهم»، وهي خطوة لجهة توفير احتياجات المواطنين وبأسعار مناسبة، ما يجعل من التهافت على الأسواق مسألة غير مبررة وتؤثر على اقتصاديات المواطن، وتبذير دون سبب، وخلق حالة شرائية سلبية لا داعي لها، كون السلع متوفرة وبالأسعار المناسبة، وبحرص ومتابعة وحتى رقابة حكومية لمنع نقص السلع وكذلك لمنع ارتفاع الأسعار.

في تزامن المنخفض الجوي مع اقتراب شهر رمضان المبارك، حقيقة تكشّفت ثقافة شرائية واستهلاكية خاطئة جدا، في تهافت غير مبرر على الأسواق، وشراء سلع لمائدة «المنخفض» وتبع ذلك شراء سلع لمائدة «رمضان»، بلجوء عدد من المواطنين لشراء كميات كبيرة تزيد عن حاجاتهم، ما يفرض حاجة ماسة لتغيير وتعديل السلوك الشرائي والاستهلاكي عند المواطنين، لأن ما حدث خلال الأيام الماضية، وخلال هذه الأيام من استعدادات رمضانية يُلحق إضرارا وخسائر مالية على المواطن وحتى على الاقتصاد الوطني بشكل عام.

(الدستور)




شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

9696 المؤيدين

9328 المعارضين

9344 المحايدين

محايد لا نعم