الجحيم الموعود

الصفقة السياسية التي عقدها ترمب مع اللوبي الصهيوني في امريكا، لا احد يلم بتفاصيلها، لكنها كانت استحقاقات ذات اولوية بالنسبة لترمب، وتتعلق بحرب الإبادة، التي تشنها القوات الإسرائيلية المجرمة ضد أصحاب الأرض، أهل فلسطين، العزل، وتابعنا جميعا تداعيات هذه الصفقة، ومدى التزام ترمب بها.
وعد ترمب الصهيونية وقال إن توسعة مساحة الأراضي العربية المحتلة من قبل اسرائيل، ضرورة، وواجب، وحق طبيعي، وتعهد بمساحة اوسع للوحش المجرم الذي يستولي على اراضي فلسطين، وكذلك طلب إخلاء غزة من سكانها، ووجه كلامه لبلدان عربية، بانّ عليها أن تستوعب المواطنين الفلسطينيين الذين يريد تهجيرهم، وتسليم غزة لإسرائيل خلال فترة رئاسته الحالية، ورفضت كل من الأردن ومصر هذا الاقتراح الأمريكي، لكن ترمب عاد وأفاد وأكد بأنه ملتزم بتهجير سكان غزة، وقال لهم (ما بصير تعيشوا في اراضيكو، لأنها أصبحت مدمرة وغير قابلة للحياة).
الرجل ماض في تنفيذ وعوده، وتسهيل مهمة إخلاء غزة، ولا أحد يستبعد بأنه وعد أيضا بإخلاء الضفة الغربية أيضا من سكانها الفلسطينيين، وربما أيضا التمدد على حساب الأراضي العربية في سوريا ولبنان.. وربما غيرها.
لا كلام يقال عن الإذعان الدولي لهمجية الصهيونية العنصرية المجرمة، وهاهو الجحيم الموعود تجري عذاباته على أهل غزة، الذين يتألمون كل هذه الآلام، ويموتون، وتمارس عليهم أبشع ما عرفته البشرية من ألوان العذاب الجماعي، موت من كل الألوان، وتعذيب لا محدود لا بقانون ولا بحقوق ولا مشاعر، ولا صوت يعترض حول العالم لوقف هذه التصفية العرقية البشعة..
ما أخبار «مقومات الحياة البسيطة» التي كانت شغلا شاغلا لنا ولبعض العرب، أنا متأكد بأن الأردن لا ولن يخلف عهدا مع الأشقاء الفلسطينيين، لكن أتساءل عن كثيرين آخرين، غابوا، ولم نسمع او نفهم منهم شيئا لا على صعيد ديبلوماسي ولا على صعيد شعبي..
هذا تاريخ مأساوي تمر به المنطقة والأمتان العربية والإسلامية، وينكشف فيه الوجه الحقيقي البشع للبشر.
تجري إبادة البشر البسطاء الأبرياء على رؤوس الأشهاد، وكأنهم وباء .. ولا صوت يعترض او يد تمتد لإنقاذهم من جحيم صنعه وينفذه مجرمو الزمان.