2025-08-27     عدد زوار الموقع: 6061154

إلا عندما... لارا علي العتوم

لا شيء يبدو واضحًا في هذا الشرق المبتلى، ولا شيء يُقال بصوت عالٍ، إلا عندما تسقط القذائف على غزة، وتتكشف الأقنعة عن وجوه تتقن الصمت أكثر مما تتقن الوقوف مع الضحايا.
إلا عندما يُستشهد الأطفال وتُهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، يبدأ العالم في تذكّر وجود قضية اسمها فلسطين، ثم لا يلبث أن ينساها عندما تخفت أصوات الانفجارات، فهذه الحرب كسابقاتها ليست فقط مجزرة بل فضيحة أخلاقية عالمية كشفت كيف أن القيم الغربية تُستخدم بانتقائية مرعبة، تُرفع كرايات في أوكرانيا وتُخفَض كنعوش في غزة، جعلت من غزة أجندة عمل  اعلامية ومن اوكرانيا جهدا حقيقيا، كأن فلسطين باتت ورقة يُتاجر بها لا قضية شعب يعيش ويُقتل لأجل حريته.
استخدمت القوى الغربية القضية الفلسطينية لمكاسبهم ناسين أن العمل السياسي بدون مشروع وطني جامع يتحوّل إلى تناحر داخلي يُضعف ولا يُحرّر، ومجرد شعارات تهدف لملئ الوقت امام العدسات وليس برنامج عمل، بما ادخل العديد من الشوائب للعديد من المسائل السياسية يدعون تشاركية القرار وتكتيكية الصمت، حتى اصبح كل شيء يبدو مبررًا، وكل فشل له رواية وكل خيانة مغلّفة بالواقعية السياسية، فهل نحن أمام أزمة مؤقتة، أم أمام انسداد تاريخي طويل المدى جاء على حساب المشاركة، فالعديد من المسائل والمواضيع السياسية ليس فقط الحرب على غزة او الاوضاع الغير مستقرة في بعض البلدان العربية بل كل ما يخص السياسة وليس فقط السياسة العربية بل حتى الغربية تحول كل ما فيها من عمل إلى عملية معقّدة لا تهدف إلى التغيير بقدر ما تهدف إلى البقاء مرتبطة بأجندات وطنية غير نافذة بسبب أن لا أحد يثق بأحد فالمنطقة العربية أصبحت ساحة اهداف القوى الكبرى من واشنطن إلى موسكو، ومن طهران إلى تل أبيب،  الجميع يتدخل ويمول ويفاوض ويضغط.
حمى الله أمتنا
حمى الله الأردن



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

21449 المؤيدين

21251 المعارضين

21213 المحايدين

محايد لا نعم