2025-08-27     عدد زوار الموقع: 6061154

إِنفاقٌ وإِغداق !! محمد داودية

نتعرض إلى حملات منظمة مدفوعة الأجر، تتخصص في تشويه مواقفنا، الأمر الذي يقتضي، مضاعفة المخصصات المالية مضاعفة هندسية لمواجهة فيض الإشاعات والدسائس والتلفيقات الموجهة لبلادنا.
اندلعت الثورة العربية الكبرى قبل 109 أعوام، وكانت مدججة بالمدافع والبنادق والفرسان. استدرك الأمير عبد الله بن الحسين، حاجات الثورة التعبوية المهمة، فأصدر صحيفة «الحق يعلو» في معان عام 1920، تمهيدا لقيام إمارة شرق الأردن.
حرك العالمُ الأساطيلَ وأنفق وينفق عشرات المليارات على الحرب الكونية ضد الإرهاب، ولكنه لم يخصص لجبهة الصحافة والثقافة، أداة المواجهة الفاعلة، ولو ثمن طائرة أو دبابة واحدة!!
فلاسفةُ التنوير الفرنسيون، هم من قاموا بالثورة الفرنسية.
الأيسكرا- الشرارة، التي أنشأها لينين، هي التي مكنت الثورة البلشفية من النجاح: فمن الشرارة اندلع اللهب.
تنظيم داعش الإرهابي قام على كُتيب من 112 صفحة هو «إدارة التوحش» الذي وضعه أبو بكر الناجي.
باتت الضرورة ملحة لدعم صحافة التقدم والتنوير والحداثة الوطنية، مقابل إعلام القدامة والخرافة والرجعية.
ودعوني أشير الى رواية تمثل درسًا عميقًا في الإعلام وفي تقدير دوره ووجوب الإنفاق السخي عليه.
جاء إلى بغداد صاحب مجلة «الوطن العربي»، من أجل أن يقبض المخصصات نصف السنوية المقدرة بنصف مليون دولار. استقبله وزير الإعلام العراقي الجديد ورتب له حفل غداء مهيبًا، حضره كبارُ قادة الحزب والحكومة والمخابرات والإعلام.
عاد «الأستاذ» إلى باريس وشنطته محشوة بكلمات الشكر والثناء على موقف المجلة القومي !! صدر عدد المجلة، وصدر عدد آخر، وليس فيهما أية إشادة بالعراق. قدّر صدام حسين أن خطأ جسيمًا قد وقع، ولما استخبر، وجده. استدعى صدام وزيرَ الإعلام وسأله: كم تساوي أفضلُ دباباتنا الروسية 72-T ؟!
رد الوزير المأخوذ متلعثمًا: عشرةَ ملايين دولار تقريبا سيدي الرئيس.
قال الرئيس: إنّ تدمير أي دبابة يستغرق 60 ثانية، أما تدمير المجلة، وهي أبلغ تأثيرًا وأقل كلفة، وأكثر أهمية، لا يكون بهذه السرعة.
إن الصحافة والثقافة والإعلام هي القوى الكفيلة بتعزيز الوعي، الكفيلة بمواجهة خطر الإرهاب والغلو والتطرف والإشاعات على الجبهة الإعلامية الثقافية الحاسمة.



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

21449 المؤيدين

21251 المعارضين

21213 المحايدين

محايد لا نعم