2025-07-06     عدد زوار الموقع: 5979702

عن هدنة غزة

يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من هدنة غزة أن يُظهر نفسه للعالم كبطلِ سلامٍ، غير أنه يريد في الوقت ذاته أن يمحو السجل الإجرامي لرئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته المتطرفة، ويمنع محاكمته ليس في إسرائيل فحسب، بل وفي محكمة العدل الدولية.

‏سيقول ترامب للأمريكيين والعالم إنه أوقف حربًا وشيكة بين الهند وباكستان، وحربًا شرسة بين إسرائيل وإيران، وها هو يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

‏في إسرائيل، تُصعِّد المعارضة خطابها ضد حكومة نتنياهو أملًا في الفوز بالانتخابات القادمة، إلا أن زعماء المعارضة يريدون استثمار ما حققه نتنياهو ميدانيًا على مستوى المنطقة من دون أن يتحملوا مسؤولية النتائج الكارثية، والقتل، والدمار، والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها إسرائيل في المنطقة، وفي قطاع غزة خصوصًا.

‏لا الرئيس الأمريكي، ولا حكومة نتنياهو، ولا المعارضة الإسرائيلية، يتحدثون عن فلسطين وقضيتها وحلِّ الدولتين.

‏بطل السلام الأمريكي هو ذاته الذي قصف اليمن وإيران، وزار الخليج، واستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، وقدم لنتنياهو الدعم العسكري والغطاء السياسي.

‏هو الذي يريد امتلاك غزة ليحوّلها إلى ريفييرا، ويَلوم نتنياهو على «تنازل» إسرائيل عن القطاع سابقًا.

‏هو الذي يرى أن مساحة إسرائيل صغيرة، لكنه يُلمّح، عرضًا، في الآونة الأخيرة إلى مسؤولية العرب في إعادة البناء.

‏وهو الذي يرى في الاتفاقات الإبراهيمية بديلًا عن حل جذور الصراع.

‏صورة إسرائيل في العالم هي الأسوأ منذ قيام دولة الاحتلال، إلا أن الإدارة الأمريكية، مثل المعارضة الإسرائيلية، عن تنسيق أو دونما تنسيق مع الصهيونية العالمية، تُريدان محو صورة إسرائيل الإرهابية والوحشية والخروج على القوانين الدولية والإنسانية، والبناء في الوقت ذاته على ما تحقق جراء هذه الجرائم.

‏هدنة الستين يومًا، إن تحققت، ستكون الاختبار الأخير لعالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، لعالم الأمم المتحدة، والشرعية الدولية، وما يُسمّى بالمجتمع الدولي.

‏تتحرك أوروبا للاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكن الولايات المتحدة تعتبر مثل هذا الاعتراف بأنه سيكون خطوة من جانب واحد.

‏من هو الجانب الآخر؟



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

18141 المؤيدين

17912 المعارضين

17818 المحايدين

محايد لا نعم