اللحظة الاخباري - كشفت دراسة بحثية مشتركة نُشرت في الدورية الطبية العالمية المتخصصة «Journal of Viral Hepatitis» عن انخفاض كبير في معدل انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي «ب» في المملكة، حيث انحسر بنسبة تناهز «7%» سنوياً على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية.
وبينت الدراسة أن معدلات الإصابة الآن منخفضة جداً بين من ولدوا بعد بدء التطعيم ضد التهاب الكبد الوبائي «ب» في عام 1995، لكنها ما تزال مرتفعة بين الأجيال الأكبر سناً التي ولدت قبل حملات التطعيم الواسعة النطاق.
أجريت الدراسة بالشراكة بين مختبرات بيولاب التشخيصية وبرنامج بحوث الطب الحيوي في وايل كورنيل للطب - قطر، والصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، في إطار برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي.
وشملت الدراسة تحليلاً لقاعدة بيانات وطنية تضمّ أكثر من «40000» اختبار لفيروس التهاب الكبد ‹ب› أُجريت في الأردن في الفترة بين عامي» 2010 و2024».
وتقدم الدراسة التقييم الأشمل لانتشار فيروس التهاب الكبد ‹ب› في الأردن، وتُبرز مدى التحديات القائمة والتقدم الكبير المحرَز بفضل حملات التطعيم. 
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عيسى أبو دية، المؤلف الأول للدراسة ورئيس قسم البحث العلمي في مختبر بيولاب الطبي، إن هذه الدراسة تؤكد نجاح برنامج التطعيم في الأردن، وتظهر ما يتعيّن القيام به في المرحلة القادمة.
وأضاف: «نشهد هذا التحوّل بين الأجيال الذي يجعل الفئات الأصغر سناً تتمتع بحماية أكبر، بينما ما تزال أعداد كبيرة من البالغين تعاني بسبب هذه العدوى المزمنة فمعدّل انتشار الفيروس بين الأطفال المحميين باللقاح أقلّ بنحو 20 مرة مقارنة بالبالغين الذين ولدوا قبل برنامج التطعيم».
وفي السياق نفسه، قال البروفيسور ليث أبو رداد، المؤلف الرئيس للدراسة وأستاذ علوم الصحة السكانية ورئيس مجموعة وبائيات الأمراض المعدية في وايل كورنيل للطب - قطر: إن النتائج تظهر أن معدلات الإصابة بفيروس التهاب الكبد ‹ب› انحسرت بشكل هائل منذ بدء العمل ببرنامج التطعيم، وهذه قصة نجاح لافتة في مجال الوقاية.
ولفت أبو رداد إلى أن من شأن فحص النساء الحوامل وعلاج اللواتي لديهن حمل فيروسي مرتفع أن يقلّل من انتقال العدوى في الفترة المحيطة بالولادة».
وقال الدكتور عميد عبد النور، المؤلف المشارك للدراسة والمؤسّس والرئيس التنفيذي لمختبر بيولاب الطبي: «تقدّم هذه الدراسة أدلة علمية لتوجيه إستراتيجية الصحة العامة في الأردن، ويجسّد هذا التعاون بين باحثين في الأردن وقطر نموذجاً مهماً للبلدان الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الساعية جاهدة للسيطرة على التهاب الكبد ‹ب› بين سكانها».