اللحظة الاخباري -

 عانت سيدة بريطانية تُدعى صوفي من الأرق على مدار أكثر من عشرين عاماً، إذ واجهت صعوبة في النوم منذ سنوات المراهقة.

ومع تقدمها في العمر، ازدادت الأعراض حدة؛ فقد كانت تستيقظ مبكراً جداً بغض النظر عن موعد نومها، كما كانت تستفيق ليلاً بسبب أي مؤثر بسيط مثل حركة أحد أفراد أسرتها أو صوت خافت، لتظل بعدها ساعات طويلة بلا نوم.

وخلال تلك السنوات، حاولت صوفي طرقاً عدة للتغلب على الأرق، حيث لجأت في العشرينات إلى أقراص منومة متداولة في الأسواق، كما خضعت لاحقاً لجلسات علاج سلوكي ساعدتها نسبياً على تقليل القلق المرتبط بعدم النوم، لكنها لم تصل إلى حل فعّال ومستدام، وظلّ الأرق جزءاً يومياً من حياتها.

وخلال السنوات الأخيرة، بدأت تنتشر تجارب إيجابية حول استخدام مكملات المغنيسيوم كوسيلة طبيعية لتحسين النوم، ما دفع صوفي إلى التجربة، فاشترت عبوة من مكمل المغنيسيوم العادي المتاح من دون وصفة طبية مقابل 6.5 جنيه إسترليني، أي ما يعادل نحو 30.1 درهماً إماراتياً.

وتناولت السيدة الجرعة الموصى بها قبل النوم، وفوجئت بأنها نامت ليلة كاملة بعمق واستيقظت في الصباح منتعشة من دون شعور بالثقل أو الإرهاق الذي عادة ما تسببه الأقراص المنومة.

 في سياق متصل، يشير خبراء النوم إلى أن المغنيسيوم يلعب دوراً مهدئاً للجهاز العصبي، إذ يعزز نشاط مادة "غابا" المسؤولة عن التهدئة في الدماغ، كما يساهم في تنظيم الهرمونات المرتبطة بالتوتر ودورة النوم والاستيقاظ.

ويُعتقد أن هذا التأثير يفسر قدرة بعض الأشخاص على النوم بعمق أكبر بعد تناول المكمل، بحسب ما نقلت صحيفة "ديلي ميل".

ورغم أن نقص المغنيسيوم الحاد نادر في عموم السكان، فإن بعض الفئات أكثر عرضة لانخفاض مستوياته، مثل كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من مشكلات في امتصاص العناصر الغذائية، أو الذين يتناولون أدوية معينة لفترات طويلة، حتى من لا يعانون من نقص واضح قد يلحظون تحسناً طفيفاً في نوعية النوم عند استخدامه.

ورغم انتشار التجارب الإيجابية، يؤكد خبراء التغذية أن الأبحاث العلمية حول المغنيسيوم والنوم ما زالت متباينة، فبعض الدراسات أظهرت نتائج محدودة أو غير مؤكدة، فيما سجلت أبحاث حديثة تحسناً واضحاً عند استخدام أشكال معينة من المكمل.

ويشدد الأطباء على أن مكمل المغنيسيوم يمكن أن يكون مساعداً، لكنه ليس الحل الوحيد للأرق. فالحفاظ على عادات نوم صحية يظل ضرورياً، مثل الالتزام بمواعيد نوم ثابتة، تجنب المنبهات قبل ساعات من النوم، وإيجاد روتين مهدئ يساعد الجسم على الاستعداد للنوم.

الجدير بالذكر أن جميع مكملات المغنيسيوم ليست متساوية في فعاليتها، فالمغنيسيوم أوكسيد، الذي استخدمته صوفي، متاح بسهولة ورخيص لكنه أقل امتصاصاً وقد يسبب اضطرابات هضمية.

بينما تُعد الأنواع العضوية مثل "مغنيسيوم سيترات" أو "مغنيسيوم غلايسينات" أكثر ملاءمة وامتصاصاً، وهناك أيضاً شكل أحدث هو "مغنيسيوم إل-ثريونات" الذي يخضع حالياً لدراسات مرتبطة بتأثيره على الدماغ.