ماشاء الله على تربايتكو..!. ابراهيم عبدالمجيد القيسي

لن أزايد أو أناقص على أردني، بنقائه وصفائه، لكنني يحق لي الانحياز دوما لمنطقتي وأهلي في محافظة الكرك، وفي قريتي «الربة»، وعندما أتحدث عن النقاء والصفاء والأصالة، فأنا أتحدث عن هوية منطقة، تتعرض للتشويه والإنكار..
الطفل «عطا الشمايلة»، هو «أيقونة» نقاء كركية، صافية، بريئة، منذ شاهدت أحد فيديوهاته، يظهر فيها في «دكانة» بسيطة جدا، يتحدث بلهجة مألوفة على لساني وقلبي، وهي ربما
في عمان تعتبر واحدة من «جرائمي»، التي لم أنجح بعد في إخفائها والتخلص منها، كي لا يهاجمني بعضهم في غيابي، ويتهمني بـ»الهمجية والدفاشة»، حيث ورغم مرور أكثر من ربع قرن على إقامتي بالعاصمة، لم أتوفق بعد في السيطرة على لساني، وتطويعه ليلهج بغير «كركية»، لذلك أضبط نفسي دوما «متلبسا» بالاستماع لمن يتحدث بكركيتي، أو يتصرف بوحي نقائها وصفاء نفوس وعقول من يلهجون بها.
لا أريد أن أنتقد أو أتحدث عما يسمى ب»تسليع الطفولة والبراءة»، فكل الكون اليوم مجرد سوق، تسود فيها لغة المصالح والأرقام، وهذا لا يؤثر على من يتمتع بنقاء وصفاء وأخلاق، إنما الجريمة تحدث بوحشية، حين يجري خداع الأنقياء واستغلالهم لمصالح فردية، وأنا بهذا المعنى لست ضد ترويج أيقونة نقية تبيّن للناس في مثل هذه الظروف، جماليات الشخصية الأردنية. وبالتأكيد أدعم الطفل عطا، وأتمنى له التوفيق.
«ما شاء الله على تربايتكو».. شعار أيقوني عفوي، صادق، ينبض بفلسفة تعليمية وتربوية، يأتينا عبر لسان طفل، نقي، جميل، لم تلوثه لا أيدولوجيا ولا أهداف وأغراض سوق، وهنا مكمن «أيقونيته» ورمزيته وسحره، فالعائلة الأردنية ومنذ الطفولة تزرع وتعزز القيم الأصيلة في نفوس أطفالها وشخصياتهم، وتنأى بهم عن ثقافة السوق والتسليع وتحصيل واقتناص الأرقام، وتعزيز النزوع للفردية.. بل هي تفعل في الأطفال العكس، حيث مقياس «تربايتكو»، هو ما تعارف عليه الناس حولك واعتبروه «ترباية» صحيحة، منسجمة مع أخلاق وقيم وقناعات ما اتفق عليه الناس.
حمى الله الأردن الطيب النقي، وصدق ونقاء نفوس أهله وسيرة ترابه الطهور..
حفظ الله عطا وحماه ووفقه.