المرعوب المفزوع إركد الرَّبابة !! محمد داودية

منذ أَنْ كان شعر رأسي كحل الليل وأنا أسمع المحللين «العباقرة» يعلنون: البلد واقعة، البلد خربانة !!
الأزمات السياسية- الأمنية- الاقتصادية، التي يؤججها الكيان الإسرائيلي، تواصل إلقاء أعباء هائلة، على دول الإقليم وشعوبه، وتلح بقوة على الضمير العالمي، الذي أصبح مثقلًا إلى حد الشعور بالذنب على الصمت والإغضاء والتنائي. وها هي بلادنا العربية الأردنية، تبرهن على ان آليات الصلابة والقوة والقدرة على العبور والتجاوز، تفعل فعلها وتواظب على حماية مصالحنا وإعلاء سيادتنا وصيانة الهوية الوطنية الأردنية.
العقل السياسي والعسكري والأمني الأردني، بإشراف الملك، وبمساندة صلبة فعالة من سمو ولي العهد، يدير الحياة في البلاد بكفاءة وحكمة وحنكة وكرامة، مما يبعث على الطمأنينة إلى ان ما يتخذ من مواقف، وما يجب اتخاذه، يصدر بعد تقييم ودراسة وتدبر.
وإذا كانت بلادنا لا تُقلع في هذه الظروف، فإنها بكل تأكيد لن تقع.
تتوفر في البنْية الأردنية أركان السمفونية وشروطها الأربعة:
التناغم والتتابع والتزامن والتوافق.
فقمة نسق تعاوني تكاملي بين الحكومة ومجلس الأمة والجيش والأجهزة الأمنية، يصلّب حالتنا الوطنية الوازنة الراشدة.
لقد مرت على بلادنا ظروف غاية في القسوة.
تتفاوت التحديات التي تواجهها بلادنا في شدتها وحدتها، لكنها لا تتوقف، ولا يتوقف الخروج الأردني الظافر منها. الأردن منذ 104 أعوام وهو في أتون تحديات لا تنتهي، وهو في ذات الوقت يدمن الصعود منها ويتقن التغلب عليها ويستل منها العبر المرجوة. الأردن قوي. ولولا ذلك لما صمد في إقليم يضربه الإرهاب والحروب والتهجير والدكتاتورية والفساد والظلم ووباء الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه المتلاحقة. لقد عبرنا صعوبات لا تحصى. وبقي ان نعبر الصعوبات الجديدة، الراهنة واللاحقة، بالرباط الأردني الذي تزداد متانته مع الهاشميين سادة الأمة وسراتها.
الأردن العربي الهاشمي صلب وصعب، ليس هشًا ولا على الحافة، وليس في خطر، لا تهزه تهديدات الإرهابيين الصهاينة، ولا تصيبه بـ»رعيبة الإبل».
أما الذين أدمنوا الجزع والهلع والفزع، فإنهم لن يتوقفوا عن إطلاق صفافير ارتعابهم وتحذيرات ارتيابهم، حتى لو انفجر النفط في باديتنا، ولا بد سينفجر.