2025-07-21     عدد زوار الموقع: 6000618

ع هدير البوسطة مهرجان جرش ٣٩: من “الوعد” إلى “المجد”… حين تنهض أفروديت من تراب الأردن June 25, 2025 ✍️ د. تـينا

مناسبات
نشر 2025-07-21 00:27:29
2049
شارك الخبر

اللحظة الاخباري -


في جرش، لا تبدأ الحكاية من المسرح، بل من التراب.

في مدينة لا تزال حجارتها تهمس بما قبل الميلاد، في أرضٍ نُبشت فيها طبقات الزمن،خرجت من باطن التاريخ أفروديت، الهة الحبّ، كما أسماها الرومان، ولكنها هنا… لم تعد يونانيّة.

في سنة ٢٠١٦، وأثناء تنقيبات أثرية على أطراف الحمّامات الشرقية، كشفت بعثة ألمانية–فرنسية عن تمثال حجري نادر، يمثّل آلهة الحبّ والجمال – أفروديت – تقف عاريةً، لكنها ليست مهزومة.

كأنّ جرش كانت تخبّئها طوال قرون، وتنتظر اللحظة التي يُرفع فيها الغطاء عن الحبّ المدفون…وتُستَعاد الطقوس.

أفروديت لم تُبعَث من جديد، بل كُشِف عنها النقاب…

وفي هذا الكشف، نقرأ رمز المهرجان…
“ويستمر الوعد”… الشعار السابق، كان نبوءة.
و”هنا الأردن… ومجده مستمر”… هو التتويج.

لأن المجد، لا يأتي إلا بعد الوعد، والوعد، لا يُمنح إلا لمن يَصبر على حفريات الزمن.

أفروديت جرش: الحب كسلطة

حين تُستعاد أفروديت في الأردن، لا تعود إلهة الجسد فقط، بل تصبح سيّدة الطقس، وراعية الجمال الشرعيّ في بلادٍ تعبت من القبح السياسي الإقليمي .

في جرش، لا يقف الفنان على المسرح ليغني أو يرقص أو ليمثّل فقط، بل ليستدعي روح أفروديت الأردنية من التمثال، ويقول للعالم:

نحن من نُنزل الهة الحب من السماء، ونُقيم لهنّ بيوتاً من حجارة.

الشعاران: من نَذْر الحُب إلى تتويج المجد

العام الماضي، في الشعار “ويستمر الوعد”، كنا ما نزال في حالة العشق السرّي.

كأننا نحفر في الأرض، نبحث عن تمثال أفروديت وسط الركام، لكننا هذا العام، ومع شعار “هنا الأردن… ومجده مستمر”،
صرنا في لحظة الإعلان، اللحظة التي تُنصَّب فيها الآلهة على عرشها.

والمسرح الجنوبي ليس خشبة، بل معبد، والمطرب لا يُغني، بل يُناجي.

٣٩ عامًا: لا رقم… بل تقويم مقدّس

في كل دورة، كانت جرش تحتفل بنبضٍ جديد، لكن في الدورة الـ٣٩، يعلو الصوت:
“المجد لا يُقاس بالحدود، بل بما تركه الزمن حياً”
وهنا، ما زال الزمن الأردني ينطق… وما زالت أفروديت جرش تُرى، في عيون النساء الراقصات، وفي طبلة تُضرب على مسرحٍ لم ينكسر.

كلمة أخيرة…

الذين ظنّوا أن المجد من اختصاص الجيوش، لم يزوروا مهرجان جرش، والذين اعتقدوا أن الحبّ ضعف، لم يروا أفروديت تنهض من الحمّامات الشرقية.

وهنا، في جرش، حيث لا يُدفن الجمال، ولا يُنسى الوعد،
ولا تنكسر الأغنية…

نقول للعالم:

هنا الأردن، ومجده مستمر…
لأن الحبّ أُعيد إلى المعبد..
وأفروديت لم تعد أسطورة..
بل صارت شاهداً أثرياً… على أن الجمال حيّ لا يموت.



أخبـــار ذات صلة

ع هدير البوسطة مهرجان جرش ٣٩: من “الوعد” إلى “المجد”… حين تنهض أفروديت من تراب الأردن June 25, 2025 ✍️ د. تـينا

منذ 4 ساعة

تامر حسني في جرش 2025؟ حفل منتظر لجماهيره في الأردن

منذ 10 ساعة

مهرجان الأردن العالمي للطعام يعود من جديد في نسخته الثانية الشهر المقبل

منذ 11 ساعة

بنودعكم عالساحة... بس بوداع يليق بكل هالفرح والذكريات!

منذ 15 ساعة

الراشد يكتب مهرجان جرش: قصة نجاح مستمرة وإدارة فذة لواحة الثقافة والفن

منذ 1 يوم

وزير الثقافة: أكثر من 450 فعالية ستُقام في مهرجان جرش في دورته الـ39

منذ 1 يوم


استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

19072 المؤيدين

18874 المعارضين

18802 المحايدين

محايد لا نعم