غير متوفر لا حل الدولة ولا حل الدولتين حمادة فراعنة

لا حل الدولة الديمقراطية الواحدة متوفر، ولا حل الدولتين مسموح، والحل الوحيد القائم لا زال هو: «الحل الإسرائيلي» القائم على التسلط و التوسع والاحتلال والسيطرة، واستعمار كامل خارطة فلسطين.
في الحالتين لا يتوفر إلى الآن شريك إسرائيلي قوي متنفذ، يملك القدرة على فرض حل يقوم على احترام الشريك الفلسطيني، سواء باتجاه حل الدولة الواحدة، أو حل الدولتين.
لقد توفر عام 1993 شريك إسرائيلي، قبل ووافق على حل تدريجي متعدد المراحل، بدءاً من غزة واريحا أولا، اعتماداً على:
1 - نتائج الانتفاضة الأولى عام 1987، واتفاق أوسلو عام 1993.
2 - وجود شريك إسرائيلي غير تقليدي تمثل باسحق رابين، وحزب العمل الذي اجتاحته مفاهيم واقعية رضخ للانسحاب التدريجي من الضفة والقطاع.
3 - توفر قيادة فلسطينية شجاعة، تمثلت بالرئيس الراحل ياسر عرفات، كان همه الأول اعتماداً على نتائج الانتفاضة، نقل الموضوع الفلسطيني من المنفى إلى الوطن، ومواصلة العمل على الارض وفي الميدان لقيادة شعبه باتجاه المستقبل الفلسطيني، نحو الحرية والاستقلال.
فماذا كانت النتيجة:
1 - اغتيال إسحق رابين الذي وجهت له تهمة خيانة «إسرائيل» و التنازل عن أرض التوراة.
2 - اغتيال ياسر عرفات لانه تمكن من انتزاع جزء من أرض «إسرائيل» لإقامة حكم ذاتي محدود، حولها إلى سلطة وطنية متمددة.
3 - تراجع مكانة حزب العمل الذي كان يقود مشروع المستعمرة من أغلبية برلمانية إلى 4 مقاعد فقط حصل عليها «بالزور» في آخر انتخابات برلمانية، وسقط شريكه في الائتلاف والحكومة واتفاق أوسلو: حركة ميرتس، التي كان يتوفر لديها عشرة مقاعد على الاقل في الكنيست، إلى عدم قدرتها على تجاوز نسبة الحسم وحصلت على 142 ألف صوت، ولم تتمكن من الحصول على 154 الف صوت حتى تتمكن من دخول الكنيست.
واليوم أصحاب القرار هم من التحالف بين:
1 - الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة، مع 2- الأحزاب الدينية اليهودية المتشددة، الذين يؤمنون، ويتمسكون، ويعملون على أن:
1 - القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية، 2- الضفة الفلسطينية ليست فلسطينية، ليست عربية، ليست محتلة، بل هي يهودا والسامرة، أي جزء من خارطة المستعمرة، التي سبق وتم تحريرها عام 1967.
موازين القوى المحلية على أرض فلسطين بين المشروعين المتصارعين:
1 - المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، في مواجهة 2- المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، والصراع بينهما لا تزال نتائجه تسجل لصالح المستعمرة، وهذا يتطلب تغييرا في المعطيات، وقلب الميزان، لصالح الحركة الوطنية الفلسطينية، والنضال التراكمي الفلسطيني، وهذا لن يتم الا بفعل عاملين لم يتوفرا بعد، وهما:
1 - الوحدة الوطنية، بين مختلف القوى والفعاليات الفلسطينية، ضمن:
أ- برنامج سياسي مشترك، ب- مؤسسة تمثيلية موحدة هي منظمة التحرير وسلطتها الوطنية الواحدة في الضفة والقطاع، ج- أدوات كفاحية متفق عليها.
2 - اختراق المجتمع الإسرائيلي، وكسب انحيازات إسرائيلية لعدالة المطالب الفلسطينية، والشراكة بينهما في النضال ضد الصهيونية والاحتلال والعنصرية، ومن أجل المستقبل المشترك بينهما بهدف تحقيق:
1 - الدولة الديمقراطية الواحدة ثنائية القومية عربية عبرية، ثنائية الهوية فلسطينية إسرائيلية، متعددة الديانات من المسلمين والمسيحيين واليهود.
2. حل الدولتين المتجاورتين.
ولكن لا حل الدولة الواحدة ومقوماته متوفر، ولا حل الدولتين ومقوماته متوفر، وهذا يتطلب مواصلة الصمود على الأرض، ومواصلة النضال وتطوير ما هو متوفر من أجل معطيات جديدة تتمكن من مواجهة المستعمرة حتى تتم هزيمتها.