الاحتلال = المقاومة !! محمد داودية

هل توقّع الإرهابيون نتنياهو وبن غفير وسموترتش عملية القدس الافتدائية؟!
ألم يتوقعوا ردود الأفعال الفلسطينية على استمرار الاحتلال وعلى جرائم الإبادة والتجويع الجماعية التي يقترفونها؟!
إذا لم يتوقعوا، أن الاحتلال كلفة باهظة، فتلك غفلة تودي إلى التهلكة، وذلك جهل بقانون نيوتن الثالث: «لكل فعل رد فعل، مساوٍ له في القوة، مضاد له في الاتجاه». اذا لم يتوقع العقل السياسي العسكري الصهيوني هذه العملية الافتدائية، فذلك غباء من لا يعرف طينة الشعب العربي الفلسطيني، الذي لم تتوقف مقاومته العظيمة منذ عقود.
والكاميكازي الفلسطيني لا ينتحر بل يرتقي وهو يفتدي شعبه وأمته، ولن يتوقف، وسيظل يجود بأغلى ما يملك من أجل الحرية.
ولأن هذه العملية الافتدائية ليست الأولى، فإنها لن تكون الأخيرة.
يمكن التنبؤ ببساطة، أن في الأفق عمليات افتدائية موجعة كثيرة وكبيرة تختمر في وجدان الشباب العربي الفلسطيني، سيتم تنفيذها في الوقت الفلسطيني المناسب، لكن ما لا يمكن التنبؤ به هو زمان ومكان هذه العمليات، ولو استعان قادة إسرائيل بكل المنجمين والمبَصّرين والمخبرين!!
ولطالما قلت، حيثما يكون الاحتلال تكون المقاومة!!
ولا أمن للاحتلال الإسرائيلي.
ولا أمنَ للمستوطنين المتوحشين.
أعمى من لا يرى أن القوة الإسرائيلية المفرطة لم ولن تصنع أمنًا ولا سلامًا ولا استقرارًا لكيان الاحتلال الإسرائيلي. بعد كم طوفان وطوفان، سيصل المحتلون الإسرائيليون إلى حقائق الحياة والصراع ؟! بعد كم طوفان سيعرفون أن الشعب العربي الفلسطيني سيهزم الاحتلال وسينال حريته واستقلاله؟!
شعب الجزائر استقل بعد 132 عامًا.
وشعب جنوب أفريقيا تحرر من الحكم العنصري بعد 350 عامًا !!
سوف أستشهد هنا بالمقالة التي أرسلها لي الصديق السفير الهولندي السابق نيكولاس فان دام، الخبير في شؤون الإقليم التي جاء فيها:
(كان بالإمكان تفادي هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، ببساطة، لو كانت إسرائيل على استعداد للتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين منذ زمن بعيد.
لقد سنحت الفرصة مرات عديدة، ولكن إسرائيل تخيلت أنه باستطاعتها الإبقاء على الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى الأبد).