تفرّد أردني جديد في غزة

فعلها الأردن، لن يتمكن من القيام بذلك سوى الأردن، لننتظر ماذا سيصدر عن الأردن، وغيرها من الجمل التي يرددها الأهل في غزة في كل مرة تغلق أمامهم أبواب المساعدات، والعون والسند الإغاثي، أو حتى عند صدور أي مواقف استفزازية من الاحتلال الإسرائيلي، إذ يقف الأردن بكلمة الحق والعدالة لإنصافهم وحسم الأمور وحتى الصعوبات والتحديات لما فيه العدالة وتحقيق السلام وتطبيق الشرعية الدولية.
بصوت واحد يُجمع الأهل في غزة على أن الأردن كان رقم (1) بكافة المبادرات والمساعدات التي وصلت وتصل لهم، والأردن كان أول من كسر الحصار على غزة منذ بدء الحرب عام 2023، كسره جوا، ومضى ليكسره برا من خلال تسيير القوافل البرية، واليوم ما زال الأردن بتوجيهات جلالة الملك يمضي بمد يد العون والسند للأهل في غزة، وفي الوقت الذي لم يتمكن به من الوصول لقطاع غزة، عمل مع شركاء على إعداد وجبات وتوزيعها داخل القطاع، إضافة لتوفير الخبز من خلال المخبز الأردني الذي يعمل في القطاع.
قبل أيام أيضا تمكن الأردن من إيصال أول وجبة بروتين للأهل في غزة، منذ ستة أشهر لم يأكل الأهل في غزة وجبة بروتينية، وأقول «أيضا» كونه يحقق رقم (1) مجددا في سياق جديد لدعم الأهل في غزة، حيث أرسلت تكية أم علي، بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والقوات المسلحة، وعدد من الدول الصديقة، ومنها فرنسا، أولى شحنات لحوم الأضاحي إلى قطاع غزة منذ ستة أشهر، بواقع 200 ألف عبوة لحوم مطبوخة مع الفاصوليا وهي وجبة جاهزة للأكل، ستتبعها 400 ألف عبوة سيتم إرسالها خلال الأسبوع الحالي، ليفعلها الأردن أيضا بإيصال اللحوم للأهل في غزة بوجبات تتضمن فوائد غذائية هامة.
نعم، فعلها الأردن الأسبوع الماضي، من جديد وبإنجاز جديد رأى به الغزيون أهمية كبيرة، تضاف لكل ما قدّم ويقدّم لهم، فأكثر ما يميّز الأردن ويجعله متفرّدا في مد يد العون للأهل في غزة، الإصرار على تقديم العون دون ملل أو إحباط، رغم حجم التحديات التي تضعها إسرائيل، والعراقيل التي تواجهه من المستوطنين، إلا أن الأردن يبتكر ويسعى جاهدا لمدّ يد العون الإغاثي لغزة، التي تحتاج كل شيء، من كل شيء، فأن يكون أول من يدخل اللحوم لغزة منذ ستة أشهر هو إنجاز بحجم عطاء منفرد، يسعى من خلاله الأردن أن يبقى إلى جوار الأهل في غزة داعما وسندا، وأن يتأكد الغزيون أنه أخ يقف بجوارهم على عهد ألا يخذلهم ووفاء أن يبقى سندا وعونا.
تكية أم علي التي تنسق مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية لإيصال المساعدات للأهل في غزة، تتحضر لمزيد من المساعدات وستطلق قريبا قوافل برية من خلال الهيئة، تحمل آلاف الأطنان من الطرود، علاوة على ترتيبات لفصل الشتاء من استعدادات سيحتاجها الغزيون حتما، فهي مؤسسة وطنية تعمل في السياق الأردني بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني لدعم الأهل في غزة، لتحقق تفرّدا أردنيا جديدا، هدفه أولا وآخرا عون وإغاثة الأهل في غزة، هو عمل وطني أردني جديد لأهلنا في غزة هدفه كما دوما برسالة واضحة معنوية أنكم لستم وحدكم، ومادية بتقديم المساعدات بكل ما أوتي الأردن والأردنيون من عظيم الإنسانية والعطاء.