هل فاجأتنا تصريحات المجرم..؟

ليست سرا، ولا ينكرها أردني، تصريحات الكيان المجرم التوسعية، ومنذ انطلاق عملية السلام المزعومة، وهذه التصريحات تنطلق، وتستهدف الأردن، وتتجاوز مقولة الوطن البديل، وهي غير مقبولة، حتى في عرف السياسة الأمريكية والأوروبية القبيحة، التي زرعت الكيان المسخ في قلب الوطن العربي وتدعمه وتحميه، وبالنسبة لنا في الأردن فنحن أكثر الناس قناعة بانها أضغاث أحلام صهيونية، لو انطلت او حتى نجحت في كل جوار فلسطين المحتلة، فهي لن تنطلي أو تنجح في الأردن، ما دام الأردن محصن الجبهات، سواء الداخلية أو العربية.
لو ترك الأمر لي لأرد على مثل هذه التصريحات العدوانية التي تهدد سيادة بل وجود الدول العربية والأردن، لقلت لهؤلاء الجبناء: حاولوا.. «جربوا حظكو»، فالكلام سهل، والتجربة هي البرهان على أن الأردن ليس كغيره.
حرب الإبادة في غزة، كشفت قبح العالم كله، وأمام هذا الانفضاح الكبير، المشين، لا مكان لكثرة الكلام، ولا للرهانات والمناورات، ويجب أن تكون هذه التصريحات العدوانية ضد الأردن، بمثابة فرص للسياسة الأردنية، التي نعلم حجم القيود الدولية عليها وعلى صانعيها، فمثل هذه المواقف المعادية التي تنطوي على تهديد وجودي، يجب أن تجري ترجمة ردود افعال اردنية حولها، تتعدى التفكير ببناء تحالفات جديدة وتمتين جبهات، وإطلاق صواريخ الكلام..
رصيد الأردن وقوته الفعلية هي همة أبنائه، وحكمة قياداته، وسعة عقل رجالاته، فتمتين الجبهة الداخلية أمر بديهي، لكن يجب تمكينها أيضا، فلن يحمي البلد إلا أبناؤه، وأعتقد بأن حجم الجريمة في غزة يكفي للتحول إلى نهج آخر من تمتين وتمكين أنفسنا على ترابنا وضد غزاته المجرمين.
لم تفاجئنا تصريحات نتنياهو المسربة او العلنية، وسنبدد أحلامه وواقعه، ونحتاج لالتفاتة جادة لتحصين انفسنا ضد مجرمين مدعومين من كل شياطين الكوكب