الحلم الإسرائيلي الكبير.. جنون لا يدركه عقل بقلم الشيخ ماجد ابوفرج الفرجات

يواصل بنيامين نتنياهو ترديد أوهامه حول ما يسميه “الرسالة الروحية” المتمثلة في إقامة ما يراه “دولة إسرائيل الكبرى”، تمتد من فلسطين إلى أجزاء من الأردن وسوريا ولبنان.
هذا الحلم المريض لا يقوم على منطق ولا على حق تاريخي، بل على أوهام استعمارية تجاوزها الزمن وأحرقها وعي الشعوب.
إن ما يسميه نتنياهو مشروعًا روحانيًا، ما هو إلا ستار لسياسات توسعية عنصرية تهدد استقرار المنطقة بأسرها.
الأردن، الذي يطمح نتنياهو لتوهم السيطرة عليه، دولة قائمة وكيان مستقل وراسخ الجذور، وُجد قبل قيام الكيان الصهيوني بعقود طويلة.
أرضه احتضنت حضارات إنسانية متعاقبة، وشعبه ورث قيم العزة والكرامة من أجدادهم الذين حموا الأرض وصانوا العرض.
أبناء الأردن، من شماله إلى جنوبه، ومن بدوه إلى حضره، جسد واحد وروح واحدة، يلتفون حول قيادتهم الهاشمية في وحدة لا تهزها العواصف.
لقد أثبت الأردنيون في كل المنعطفات أنهم يقفون صفًا واحدًا عند الشدائد، وأنهم يضعون أمن وطنهم فوق كل اعتبار.
تاريخ الأردن حافل بمواقف الشرف، من معارك الكرامة إلى حماية القدس، حيث سالت دماء الشهداء دفاعًا عن الأرض والمقدسات.
وهم اليوم، كما كانوا بالأمس، مستعدون لإذلال العدو وإفشال مخططاته إذا فكر بالمساس بسيادة الأردن أو ترابه الطاهر.
المشروع الإسرائيلي التوسعي لا يحمل إلا الخراب، وسيظل يواجه بإرادة أردنية صلبة لا تلين.
إن الشعب الأردني يدرك أن أطماع العدو لا تتوقف عند حدود، لكنهم يعرفون أيضًا أن الدفاع عن الوطن شرف وواجب لا يقبل التهاون.
ستبقى رسالة الأردنيين واضحة لا لبس فيها: الأردن ليس ساحة لأحلام المحتلين ولا بوابة لمشاريعهم المشبوهة.
هو وطن حر أبيّ، محمي برجاله ونسائه، وبقيادته الحكيمة التي تعرف كيف تحمي الدار وتصون القرار.
ومن يحاول اختبار عزيمتهم، سيكتشف أن الأردن عصيّ على الانكسار، وأن أبناءه لا يساومون على شبر من ترابه.