2025-10-22     عدد زوار الموقع: 6134356

القضاة يدعو الشركات الألمانية لاتخاذ الأردن مركزا لمشروعات إعادة الإعمار في سوريا أبو غزالة: الميزان التجاري بين الأردن وألمانيا يحمل فرصا كبيرة للتحسين

محليات
نشر 2025-10-22 11:49:40
1929
شارك الخبر

اللحظة الاخباري -

دعا وزير الصناعة والتجارة والتموين يعرب القضاة أصحاب الأعمال والشركات الألمانية إلى اتخاذ الأردن بوابة للاستثمار ومركزًا رئيسيًا لمشروعات إعادة الإعمار في سوريا، والاستفادة من المزايا والحوافز التي توفرها منطقة المفرق التنموية للمستثمرين.

بالمقابل، أكد الوزير القضاة خلال مشاركته في ملتقى الأعمال الأردني الألماني الذي أقامته مساء أمس الثلاثاء غرفة تجارة الأردن في عمّان، أهمية العمل على أن تكون ألمانيا بوابة رئيسية للصادرات الأردنية إلى دول الاتحاد الأوروبي بأكمله.

وأشار إلى أن الصادرات الأردنية إلى سوريا تجاوزت 250 مليون دينار خلال النصف الأول من العام الحالي، وهو أعلى مستوى خلال الثلاثين عامًا الماضية، وبزيادة تفوق أربعة أضعاف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وقال: إن هذا النمو يعكس زخماً حقيقياً ومتنامياً في العلاقات الاقتصادية الأردنية السورية، ويؤكد أن الأردن بات وجهة اقتصادية محورية في المنطقة.

وأشار إلى افتتاح معبر باب الهوى الذي يربط سوريا مع تركيا قبل أربعة أسابيع، باتجاه واحد لغايات إعادة التصدير، مؤكدًا أن صادرات الأردن من الخضار والفواكه إلى أوروبا كانت قبل عام 2014 تتجاوز 500 مليون دولار سنويًا، وأن هناك جهودًا حثيثة تبذل لاستعادة هذه المستويات تدريجيًا.

وأكد الوزير القضاة أن الاقتصاد الوطني يشهد مرحلة نهوض واضحة مدعومة بأداء قوي في مختلف القطاعات وبشراكات اقتصادية متنامية مع دول صديقة، بمقدمتها ألمانيا، مبينًا أن وجود الوفد الألماني في المنتدى يعكس أهمية التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وقال إن الشراكة مع ألمانيا تمثل ركيزة مهمة لتعزيز النمو الاقتصادي وفتح آفاق جديدة للاستثمار، مشيدًا بالعلاقات المتينة بين البلدين، مرحّبًا "بالأصدقاء من ألمانيا ليكونوا شركاء المملكة المستقبليين في تعزيز التنمية والاستثمار".

وأوضح أن الاقتصاد الأردني يسير بخطى ثابتة، مشيرًا إلى أن معدل النمو الاقتصادي بلغ نحو 2.8% خلال النصف الأول من العام الحالي، وهو أعلى من توقعات صندوق النقد الدولي التي قدّرت النمو بأقل من 2.3%، موضحًا أن التوقعات تشير إلى أن المملكة ستحافظ على هذا المستوى من النمو بنهاية العام وربما تحقق معدلًا أعلى.

وفيما يتعلق بالصادرات الأردنية، أشار القضاة إلى أنها ارتفعت بنسبة تجاوزت 8.5% منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية شهر تموز الماضي، رغم الظروف الإقليمية الصعبة، لافتًا إلى أن هذه النسبة تعد مرتفعة في سياق التجارة الدولية ولا تحققها إلا قلة من الدول.

وقال وزير الصناعة إن حجم مناولة الحاويات في ميناء العقبة ارتفع خلال العام الحالي بنسبة تزيد على 33%، مما يعكس عودة نشاط قطاع النقل والترانزيت الذي كان من أعمدة الاقتصاد الوطني في الثمانينيات والتسعينيات، مشددًا على صلابة الاقتصاد الوطني وقدرته على التكيف والنمو رغم التحديات الإقليمية والدولية.

من جانبه، أكد وزير الاستثمار الدكتور طارق أبو غزالة أن الأردن يسعى إلى بناء شراكة استراتيجية مع ألمانيا تقوم على التعاون الاقتصادي والعلمي والتقني، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين تشهد تطورًا مستمرًا وفرصًا واعدة في مختلف القطاعات.

وأوضح أن الميزان التجاري بين الأردن وألمانيا يحمل فرصًا كبيرة للتحسين، وأن المجال الاستثماري بين الجانبين واعد وقابل للتوسع في المستقبل، مشيرًا إلى أن الأردن يتميز بوجود قاعدة بشرية مؤهلة وكفاءات عالية، حيث يوجد مهندس واحد بين كل أربعين مواطنًا أردنيًا.

وأشار أبو غزالة إلى أن الجامعة الألمانية الأردنية تمثل نموذجًا ناجحًا في نقل التجربة التعليمية والمهنية الألمانية إلى الأردن، مؤكدًا أن المملكة تتطلع إلى توسيع هذا النموذج عبر إنشاء مدارس ومراكز تدريب تعزز التعليم التطبيقي والمهني.

وبين أن الأردن حقق تقدمًا ملموسًا في قطاع الطاقة المتجددة، حيث تشكل حاليًا نحو 29% من إجمالي الطاقة المستخدمة، وهو إنجاز يعكس نجاح الخطط الوطنية ورؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني والهادفة إلى تحقيق نمو شامل ومستدام.

وأوضح أبو غزالة أن الأردن يطمح لأن يكون بوابة آمنة لإعادة إعمار سوريا وتطوير العراق، مشيرًا إلى أن موقع المملكة الاستراتيجي وفرصها الحقيقية في المنطقة يجعلانها وجهة مثالية للشركات الألمانية الراغبة بالتوسع في الشرق الأوسط.

وأعلن الوزير أبو غزالة عن عقد مؤتمر استثماري أردني أوروبي خلال الربع الثاني من العام المقبل في عمّان، هو الأول من نوعه للتعريف بالفرص الاستثمارية في الأردن والعديد من دول المنطقة.

وقال إن الحكومة تعمل على طرح عطاءات استثمارية كبيرة خلال العام المقبل في قطاعي النقل والطاقة، موضحًا أن الهدف لا يستهدف التنمية الاقتصادية فقط، بل يمتد لتحقيق التنمية الاجتماعية أيضًا، من خلال تنمية المناطق البعيدة عن المراكز الحضرية الكبرى.

وأكد أن بيئة الاستثمار في الأردن باتت آمنة وجاذبة بفضل التحديثات التشريعية والتنظيمية، مبينًا أن قانون الاستثمار المعدل لعام 2022 منح المستثمر الأجنبي الحقوق نفسها التي يتمتع بها المستثمر الأردني، كما تم تجهيز مناطق تنموية توفر مزايا تنافسية عالية.

وأشاد وزير الاستثمار بدعم سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد لبرامج التدريب والتعليم المهني، مؤكدًا أن هذا التوجه يسهم في تأهيل الشباب الأردني وفق احتياجات سوق العمل.

وقال الوزير أبو غزالة إن وزارة الاستثمار تعمل حاليًا على تحديث الخارطة الاستثمارية الوطنية التي سيتم إطلاقها قبل نهاية العام الحالي، لتتضمن مشاريع وفرصًا استثمارية في مختلف القطاعات، مشددًا على أن الأردن يوازن اليوم بين جذب الاستثمار الأجنبي ودعم المستثمر المحلي إيمانًا بأن قصص النجاح المحلية هي التي تشجع المستثمرين الأجانب.

بدوره، أكد رئيس غرفة تجارة الأردن العين خليل الحاج توفيق أن الملتقى سيكون بداية جديدة لمسار علاقات المملكة مع ألمانيا، التي ترتبط مع المملكة بعلاقات قوية في مختلف المجالات، والتي أسس لها جلالة الملك عبدالله الثاني.

وقال: "ألمانيا دولة صديقة للأردن، وهناك روابط وتعاون بين مؤسسات القطاع الخاص في البلدين، لذلك نأمل أن يسهم ذلك في تعزيز الصادرات الأردنية إلى السوق الألمانية التي لا تزال أرقامها متواضعة، وكذلك الاستثمارات"، مشددًا على ضرورة أن تشهد المرحلة المقبلة بداية اقتصادية مختلفة بين الجانبين.

وأكد الحاج توفيق أنه سيتم البدء بتأسيس مجلس أعمال أردني – ألماني مشترك بين غرفة تجارة الأردن وغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية، والذي سيكون حجر الأساس في تطوير علاقات البلدين الاقتصادية.

وأشار إلى وجود توجه لتنظيم زيارة لوفد اقتصادي أردني للعاصمة برلين والعديد من المدن الألمانية خلال الأشهر المقبلة، بهدف عرض الفرص الاستثمارية المتوافرة بالمملكة، واستكشاف الفرص التي يمكن من خلالها تنمية علاقات البلدين التجارية.

ودعا أصحاب الأعمال والشركات الألمانية لاتخاذ المملكة مركزًا للتجارة ومشروعات إعادة الإعمار في سوريا، مشددًا على أهمية أن تكون السفارة الألمانية لدى الأردن نقطة اتصال بين القطاع الخاص في البلدين.

وعبّر الحاج توفيق، الذي يشغل كذلك منصب النائب الثالث لرئيس غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية عن الجانب العربي، عن أمله بأن تكون هناك في المستقبل القريب قصص نجاح عديدة لشراكات أردنية ألمانية على غرار الجامعة الألمانية في مادبا، "وأن تحظى المملكة بجزء من الاستثمارات الألمانية في القطاعات الاستراتيجية التي ينوي الأردن تنفيذها".

من جانبه، أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية أولاف هوفمان أن الأردن يمتلك مقومات تؤهله ليكون مركزًا إقليميًا للشركات الأوروبية، مشيدًا برؤية جلالة الملك عبدالله الثاني التي تسعى إلى بناء بيئة اقتصادية مستقرة وقائمة على الكفاءات الشابة والمتعلمة.

وقال: "إن ما تتمتع به ألمانيا من قدرة على بناء شراكات حقيقية، يفتح المجال لتعزيز التعاون الاقتصادي مع الأردن"، مؤكدًا: "لقد رأينا في الأردن بيئة عمل مشجعة ونظامًا ضريبيًا وجمركيًا محفزًا، مما يجعله نقطة انطلاق مثالية للشركات الألمانية لاستكشاف أسواق المنطقة".

وأضاف أن رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني تركز على تمكين الشباب وبناء قاعدة متميزة من الكفاءات، موضحًا أن التفاهم بين الجانبين الأردني والألماني وصل إلى مستوى عالٍ خلال السنوات الماضية، مما مكّن الطرفين من إدارة المشاريع الكبرى ومتابعة تنفيذها بنجاح.

وتحدث عن تجربة شركته في الأردن، مبينًا: "نحن موجودون في الأردن منذ أكثر من 20 عامًا، ونفذنا مشاريع كبرى مثل الميناء وشبكة المياه، التي كانت من أكثر المشاريع تطورًا في حينها، وما تزال تعد نموذجًا يحتذى به في المنطقة".

ولفت هوفمان إلى أن ألمانيا، رغم التحديات الاقتصادية التي تمر بها كونها ثالث أكبر دولة مصدّرة عالميًا، قادرة على الصمود بفضل الشراكات الجديدة التي تسعى لتوسيعها مع دول المنطقة، وفي مقدمتها الأردن.

وقال: "على مدى سنوات طويلة، لم نقدّم فقط المعدات والمنتجات، بل بنينا الثقة والعلاقات على أساس الاحترام المتبادل، ونحن في ألمانيا بحاجة إلى الأردن، كما أن الأردن بحاجة إلى ألمانيا، وهذه الشراكة اليوم أصبحت ضرورة اقتصادية واستراتيجية للطرفين".

وذكر هوفمان أن الزيارة توفر للمشاركين فيها فرصة للتواصل المباشر مع الشركات الأردنية، ويركز برنامجها على استكشاف فرص الأعمال والاستثمار في مجموعة متنوعة من القطاعات، بما في ذلك إدارة الطاقة والمياه والبنية التحتية والإنشاءات والخدمات اللوجستية والنقل والتطوير الصناعي.

يذكر أن غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية تأسست عام 1976 بهدف بناء جسور التعاون الاقتصادية بين ألمانيا والدول العربية.

وعرض رئيس الجامعة الألمانية الأردنية علاء الحلحولي، خلال الملتقى الذي حضره السفير الألماني لدى المملكة الدكتور بيرترام فون مولتكه، وأمين عام غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية عبد العزيز المخلافي، مسيرة الجامعة التي تأسست قبل 20 عامًا، ولديها اليوم شراكات مع العديد من الجامعات، ونحو 5 آلاف شركة ألمانية بهدف توفير فرص التدريب والتشغيل لطلبتها، مشددًا على أن فلسفة الجامعة تركز على الاستثمار وبناء الإنسان.



أخبـــار ذات صلة

وزير النقل يوجه بتعزيز العمل الميداني لتحسين جودة النقل البري

منذ 3 دقيقة

مجموعة المطار الدولي ومؤسستها ترتقيان في تصنيفات ESG العالمية

منذ 5 دقيقة

تراجع وتيرة عودة اللاجئين السوريين من الأردن إلى بلادهم بنسبة 27% في أيلول

منذ 1 ساعة

الصفدي يعقد لقاءين مع وزيري خارجية هولندا وسويسرا في عمّان الأربعاء

منذ 1 ساعة

القضاة يدعو الشركات الألمانية لاتخاذ الأردن مركزا لمشروعات إعادة الإعمار في سوريا أبو غزالة: الميزان التجاري بين الأردن وألمانيا يحمل فرصا كبيرة للتحسين

منذ 2 ساعة

نائب عام عمَّان يحظر النَّشر في أحداث مشاجرة الجامعة الأردنية

منذ 2 ساعة


استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

24718 المؤيدين

24577 المعارضين

24525 المحايدين

محايد لا نعم