2025-10-20     عدد زوار الموقع: 6131757

نعم، يتعمدون تشويه شخصيتنا الأردنية حسين الرواشدة

لا يوجد لدينا، حدّ علمي، دراسات رصينة عن الشخصية الأردنية، جمال حمدان كتب عن شخصية مصر وعبقريتها، علي الوردي كتب عن الشخصية العراقية، المكتبة العربية تزدحم بمؤلفات عديدة في هذا المجال، لكن الأردنيين، للأسف، قصّروا بحق بلدهم وتاريخهم، مقابل هذا الغياب والتقصير لدينا حملات منظمة ومستمرة، وجهود لا تكلّ ولا تملّ لتشويه الشخصية الأردنية؛ في الدراما وبرامج الشاشات، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، ثمة متخصصون يتعمدون السخرية والإساءة والتشويه، صورة (الأردني) كما تبدو في خطابهم تجمع بين الفهلوة و»الهبلنة»، بين قلة الوعي والتخلف.. يا حيف على من يسمون أنفسهم مبدعين!
 ‏قبل أن أستطرد في تفاصيل محاولات تشويه صورة الأردنيين، وإغراقهم في السواد العام، وإشغالهم بالدفاع عن أنفسهم والرد على الاتهامات التي تُوجه إليهم، أشير إلى أن أكثر من تجربة عربية حصّنت شخصيتها الوطنية من هذه الافتراءات، وجرّمت بالقانون أي إساءة لها، سواء في الدراما أو الإعلام أو الفضاء العام، في مصر، مثلاً، تمَّ فرض عقوبات رادعة، بموجب القانون، تمنع أي عمل درامي من التعرض بشكل سلبي للشخصية المصرية، وبالتالي لا يوجد، الآن، في الإنتاج الدرامي المصري ما يشكل أي (إهانة) للشخصية المصرية، أو إساءة إليها، بأي شكل من الأشكال.
 ‏ما حدث تجاه الدراما هناك، حدث أيضا اتجاه الأعلام، إبراز أفضل سمات الشخصية الوطنية كان قرار دولة (نقطة)، في برامج الإذاعات الصباحية يتحدث المذيعون عن جمال وطنهم، وعن إنجازات دولتهم، وعن إيجابيات تبعث الأمل والتفاؤل في صدور المستمعين، وجبة الانتقادات السياسية والمطالب الحياتية تأخذ مكانها الطبيعي بلا مبالغات، في بلدنا، على العكس تماماً، حدّث ولا حرج، معايير نجاح الدراما وشعبيّتها تستند إلى السخرية من الشخصية الأردنية، مسطرة الإذاعات الصباحية تعتمد على تلقين الأردنيين دروساً في الالتزام والتأنيب على أخطائهم، ثم تقديمهم بصورة شكائين بكائين.. وهكذا.
 ‏آخر نسخة وصلتنا، في هذا الإطار، شيطنة العشيرة الأردنية بذريعة مشاجرة في إحدى الجامعات (ما علاقة العشائر بإدارة الجامعات؟)، قبلها تحركت ماكينة الإساءة ضد «الأردنيات»، برامج تخصصت بفتح ملفات عن زواج القاصرات، وعن الدعارة التي تمارسها طالبات لدفع الرسوم.. وغيرها، كل هذا جاء متزامناً مع حملات التشويه السياسي والإعلامي للمواقف الأردنية، أقول حملات لأنني أعرف أن وراءها تيارات سياسية تتعمد إبقاء الأردنيين في دائرة الشك بأنفسهم، والإحساس بذنب التقصير مع أشقائهم، وضرب انسجامهم الاجتماعي وعلاقتهم مع دولتهم.
‏لا يوجد دولة تقبل أن تتعرض شخصيتها الوطنية للإساءة والسخرية، ويتجرأ بعض من يعيش فيها على إهانة مجتمعها وتاريخها ومؤسساتها، ثم تتحمل ذلك، أو لا تعاقب عليه، والأغرب ان من يرد من أبنائها المخلصين على هذه الافتراءات يُتهم بأنه عنصري أو إقليمي، لا أريد أن أزيد على ذلك، أقول فقط : حان الوقت لتجريم كل من يسيء إلى الشخصية الأردنية تحت أي ذريعة، حان الوقت لكي نقدم الأردني، في الدراما والإعلام، وفي الفضاء العام أيضاً، بالصورة التي تليق به ليكون ملهماً لأجيالنا، وباعثاً على الاعتزاز بهويتنا الوطنية الأردنية، ودماء شهدائنا، وجيشنا الباسل، وقيادتنا، ومواقفنا وقيمنا النبيلة.



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

24605 المؤيدين

24460 المعارضين

24412 المحايدين

محايد لا نعم