قفزة تاريخية للذهب ترفع الأسعار لمستويات غير مسبوقة منذ 17 عاما

اللحظة الاخباري -
- الذهب يسجل مكاسب قياسية مدفوعة بآمال خفض الفائدة الأمريكية وضعف الدولار
واصل الذهب الجمعة صعوده الصاروخي، متجاوزاً مستوى 4,300 دولار للأوقية، في موجة ارتفاع غير مسبوقة، في طريقه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي له منذ 17 عاماً.
ويأتي هذا الصعود نتيجة تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى توقعات متزايدة بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما عزز جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن للمستثمرين في ظل المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية.
أفضل أسبوع منذ الأزمة المالية العالمية
بحلول الساعة 00:40 بتوقيت غرينتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.9% ليصل إلى 4,364.79 دولار للأوقية، بعد أن سجل أعلى مستوى له عند 4,378.69 دولار.
وبهذا، يكون المعدن الأصفر قد حقق مكاسب أسبوعية بنسبة 8.7%، مسجلاً أفضل أداء أسبوعي له منذ سبتمبر 2008، في ذروة الأزمة المالية العالمية.
وفي المقابل، ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 1.6% لتصل إلى 4,373.20 دولار، في مؤشر على استمرار توجه المستثمرين نحو المعدن النفيس كملاذ آمن وسط تقلبات الأسواق العالمية.
أسباب القفزة القياسية للذهب
يعود هذا الارتفاع القياسي، الذي تجاوزت مكاسبه 65% منذ بداية العام، إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية المتشابكة:
التوترات التجارية بين واشنطن وبكين: تصاعدت المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي بعد اتهامات الصين للولايات المتحدة بإثارة الذعر، ورفضت بكين الدعوات لإلغاء القيود على صادرات المعادن النادرة، مما زاد الطلب على الذهب كأصل آمن.
توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية: عززت تصريحات عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر، التي أيد فيها خفضاً جديداً لأسعار الفائدة، توقعات المستثمرين بخفض قريب، مما يقلل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائداً.
ضعف الدولار الأمريكي: انخفض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته في أسبوع، ما جعل الذهب أرخص ثمناً لحائزي العملات الأخرى، وزاد من الإقبال على شرائه عالمياً.
زيادة الطلب العالمي: شهد العام الحالي عمليات شراء قوية من قبل البنوك المركزية، إضافة إلى تدفقات كبيرة لصناديق الاستثمار المتداولة، مدفوعة بالتوترات الجيوسياسية وتراجع الاعتماد على الدولار كعملة احتياطية رئيسية.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
لم تقتصر موجة الصعود على الذهب، إذ شهدت المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعاً ملحوظاً:
الفضة: ارتفعت في المعاملات الفورية بنسبة 0.5% لتصل إلى 53.97 دولار للأوقية، بعد تسجيلها مستوى قياسياً عند 54.35 دولار.
البلاتين والبلاديوم: صعد البلاتين بنسبة 0.4% والبلاديوم بنسبة 0.6%، ويتجه كلاهما لتحقيق مكاسب أسبوعية قياسية مدفوعة بارتفاع الطلب الصناعي والتوترات الجيوسياسية.
الذهب والملاذ الآمن في ظل التوترات العالمية
يظل الذهب الملاذ المفضل للمستثمرين في فترات عدم اليقين، سواء الاقتصادية أو الجيوسياسية، ويعكس الارتفاع الحالي القلق العالمي من الأزمات المالية المحتملة، والتوترات التجارية بين كبرى اقتصادات العالم.
ومع استمرار الضغوط على الأسواق المالية، من المتوقع أن يظل المعدن النفيس عند مستويات قياسية خلال الأسابيع المقبلة، مع متابعة المستثمرين لأية مستجدات اقتصادية وسياسية عالمية قد تؤثر على الأسعار.