2025-08-02     عدد زوار الموقع: 6019327

الطراونة .. تلوث الهواء والتغيرات المناخية بحاجة الى منظومة وطنية متكاملة لمراقبة جودة الهواء وتحسينها

صحة و جمال
نشر 2025-08-01 22:28:06
2045
شارك الخبر

اللحظة الاخباري -

  • الرعاية التنفسية ..تحسين جودة الهواء ومراقبته يقلل من انتشار الأمراض التنفسية ويحسن صحة المواطن

تتزايد التحديات البيئية التي يواجهها الأردن، وتبرز قضية جودة الهواء كأحد أهم الملفات التي تتطلب اهتماماً وطنياً عاجلاً. في الوقت الذي تتقدم فيه الدول خطوات واسعة نحو حماية مواطنيها من التلوث، يظل الأردن بحاجة إلى تطوير استراتيجية شاملة وممنهجة. ورغم جهود وزارة البيئة الأردنية في إطلاق منصة إلكترونية لعرض مؤشرات جودة الهواء في مناطق محددة (عمان، إربد، والزرقاء)، إلا أن هذا الإنجاز، وإن كان مهماً، يمثل نقطة بداية لا خط النهاية.

من هذا المنطلق، تتقدم جمعية الرعاية التنفسية الأردنية بدعوة قوية ومستندة إلى الحقائق العلمية لتطوير منظومة وطنية متكاملة لمراقبة جودة الهواء، وذلك بالشراكة بين وزارة البيئة ووزارة الصحة ودائرة الأرصاد الجوية، بهدف حماية صحة المواطنين، خاصةً الفئات الأكثر تأثراً، وبحسب رئيس الجمعية استشاري الأمراض التنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة

إن قضية جودة الهواء لم تعد ترفًا بيئيًا، بل أصبحت تحديًا كبيرًا لصحة الأردنيين. فكل فرد يتنفس حوالي 22 ألف نفس يوميًا، والهواء الذي نتنفسه يجب أن يكون نقيًا لضمان حياة صحية. الدراسات العالمية، ومنها تقارير منظمة الصحة العالمية، تشير إلى أن تلوث الهواء يتسبب في أكثر من 7 ملايين حالة وفاة سنويًا على مستوى العالم، منها 4.2 مليون حالة وفاة ناجمة عن التلوث الخارجي فقط. هذه الأرقام المخيفة تجعل من الرصد البيئي مهمة إنقاذ حياة، وليست مجرد إجراء روتيني".

وأضاف الدكتور الطراونة: "نحن في الأردن نشهد تزايدًا في الأمراض التنفسية المزمنة، وزيادة في حالات الربو والانسداد الرئوي، وارتفاعًا في معدلات الإصابة بسرطان الرئة. هذه الأمراض تتفاقم بشكل مباشر بسبب تلوث الهواء. ولذا، نطالب بتعزيز جهود الرصد البيئي الحالية لتصبح منظومة متكاملة، مستندين في ذلك إلى تجارب دولية ناجحة".

تكمن الحاجة لتطوير منظومة متكاملة

توسيع شبكة الرصد الوطنية: رغم وجود محطات رصد في عمان، إربد، والزرقاء، فإن الأردن بحاجة إلى توسيع هذه الشبكة لتغطي كافة المحافظات والمناطق الصناعية والزراعية. على سبيل المثال، فإن ولاية مينيسوتا الأمريكية شهدت تحسنًا في جودة هوائها منذ عام 2003، لكنها تواجه اليوم تحديًا جديدًا بسبب دخان حرائق الغابات في كندا الذي ينتقل لمئات الأميال، مما يؤثر على جودة الهواء في مناطقها. وهذا يؤكد ضرورة الرصد الشامل والمتواصل.

التوعية والشفافية اليومية: يجب على الجهات المعنية تقديم بيانات جودة الهواء بشكل يومي للجمهور ووسائل الإعلام، باستخدام مؤشر جودة الهواء (AQI) الموحد عالميًا. هذا المؤشر، الذي تصنفه وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) بألوان ودرجات من 0 إلى 500، يسهل على المواطن فهم المخاطر:

الأخضر (0-50): جودة هواء جيدة.

البرتقالي (101-150): غير صحي للمجموعات الحساسة (الأطفال، وكبار السن، ومرضى الربو).

الأحمر (151-200): غير صحي للجميع.

العنابي (301-500): خطر ويتطلب اتخاذ إجراءات فورية.

هذه الطريقة التوعوية المباشرة تمكّن الأفراد من اتخاذ قرارات مستنيرة، مثل تجنب الأنشطة الخارجية أو ارتداء الكمامات عند ارتفاع المؤشر.

دمج التغيرات المناخية في الرصد: أشار تقرير دولي إلى أن فصول الصيف الأكثر دفئًا وجفافًا تؤدي إلى زيادة حوادث حرائق الغابات وارتفاع مستويات تلوث الأوزون الضار.

في الأردن، يمكن أن تؤدي التغيرات المناخية إلى زيادة العواصف الترابية وارتفاع درجات الحرارة، مما يفاقم من مشكلة تلوث الهواء. لذلك، يجب على دائرة الأرصاد الجوية أن تكون شريكًا أساسيًا في تحليل البيانات والتنبؤ بمستويات التلوث، مما يتيح إصدار تحذيرات مبكرة.

حماية الفئات الحساسة: يوضح مؤشر جودة الهواء أن هناك فئات أكثر عرضة للخطر، تشمل:

الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والرئة.

الأطفال والمراهقون.

البالغون فوق 65 عامًا.

النساء الحوامل.

يجب أن تركز منظومة الرصد على توفير معلومات موجهة لهذه الفئات، مع نصائح عملية للتقليل من تعرضهم للمخاطر.

مثال واقعي من الهند

تُعد تجربة الهند نموذجًا يحتذى به في هذا المجال. فقد استعرضت شركة "Perfect Pollucon Services" حالة مصنع معادن في مدينة "ثين" الهندية، حيث كشفت بيانات الرصد عن مستويات عالية من الجسيمات الدقيقة (PM2.5) خلال ساعات العمل، مما تسبب في شكاوى صحية للموظفين.

بعد تحديث أنظمة التهوية، انخفضت مستويات التلوث بنسبة 38%، وانخفضت شكاوى الموظفين بنسبة 70%. هذا المثال يوضح كيف يمكن للرصد أن يحمي الأرواح والإنتاجية.
خلاصة
وفي ختام تصريحاته، أكد الدكتور الطراونة أن بناء منظومة وطنية شاملة لمراقبة جودة الهواء في الأردن بالشراكة بين وزارة البيئة، ووزارة الصحة، ودائرة الأرصاد الجوية، ليس مجرد مشروع بيئي، بل هو استثمار في صحة الأردنيين ومستقبلهم.

واختتم بقوله: "نثق بقدرة مؤسساتنا الوطنية على التعاون وتحقيق هذه الرؤية، لضمان هواء نقي يتنفسه كل أردني، بعيدًا عن مخاطر التلوث وآثاره المدمرة".



أخبـــار ذات صلة

الولادة المبكرة ترتبط بمخاطر صحية ونفسية للطفل الخديج

منذ 5 ساعة

منها اللحوم الحمراء.. 6 أطعمة تسرع الشيخوخة وترهل البشرة

منذ 5 ساعة

الطراونة .. تلوث الهواء والتغيرات المناخية بحاجة الى منظومة وطنية متكاملة لمراقبة جودة الهواء وتحسينها

منذ 12 ساعة

8 مشروبات تساعد في توازن سكر الدم وتحافظ على الصحة

منذ 16 ساعة

بشرى لمرضى الشلل

منذ 10 ساعة

9 مسببات شائعة للالتهاب المزمن قد تهدد صحتك

منذ 10 ساعة

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

19912 المؤيدين

19659 المعارضين

19593 المحايدين

محايد لا نعم