نصوح المجالي المثقف الكبير !!

تزخر بلادنا بكفاءات إعلامية وصحفية اقتحمت كل جهات الأرض، وحققت مكانة مرموقة حيثما عملت.
ويصبح من غير المعقول ان تتطاول على بلادنا، وتتعربش على قاماتنا الباسقة، زمرُ المأجورين الذين يعزفون لحن «الجهات المانحة» صهيونية أو صفوية أو أجنبية أو عربية، لا فرق !!
الأستاذ نصوح المجالي أحد أبرز رواد الإعلام الأردني والعربي الناضج الملتزم، وطليعة المحللين المثقفين الوطنيين، وشيخهم.
لقد واظب أبو ذاكر على تقديم تحليلات علمية وطنية مختلفة ناضجة عميقة، أسهمت في تثبيت البوصلة في كل المفاصل الحرجة التي واجهتها بلادنا العربية، لا تحاليل الهمبكة الأشبه بتحليل البول الذي يصفع وينتهك الذوق ويشوه الوعي ويشين النزاهة.
عملت بمعية نصوح المجالي حين كان رئيس مجلس إدارة صحيفة صوت الشعب، وقد تميز بالدفاع الصارم الحار عن آراء الصحفيين وكتاباتهم، وأنا منهم، وتحمل نتائجها، بسعة أفق، حين كان الأفق ضيقًا ومسدودًا وخانقًا.
نصوح المجالي مثقف موضوعي صاحب رأي مختلف صريح، وموقف ناقد، من مسائل كانت تعتبر تابوهات ومحظورات ومحميات.
أنا شخصيًا أكن له ودًا وعرفانًا وجميلًا لأنه وسعني عندما لم تسعني صحيفة صوت الشعب، التي استقلت منها حانقًا مختنقًا مقررًا ان أكتري عربة «ذراية» لأصبح بائعًا متجولًا حرًا، وكان ذلك أفضل وأشرف من البقاء في مناخ صحفي مهين، تم تفصيله على مقاس المتسلقين والمتزلفين والإمعات، الذين كان رأس مالهم الأخلاقي والمهني، ليس فقط الاستخذاء أمام أي هاتف، بل المبادرة إلى الدس والافتراء على الصحفيين والكتاب المحترمين، للانفراد بالكرسي.
طلبني أبو ذاكر وزير الاعلام وأصر على أن أواظب على الكتابة، والاستمرار في المهنة كي لا تصبح لمن لا يستحقون.
وكان من نتائج لقائي به في مكتبه بوزارة الإعلام أن طلبتني الدستور، فانتقلت بمقالتي اليومية الوطنية الناقدة «عرض حال» إليها فأصبحتُ كاتبًا يوميًا على صفحتها الثانية حتى عام 1992، حين قيض الله لي كركيًا شريفًا آخر هو الدكتور خالد الكركي الذي عملت معه مديرًا للإعلام والعلاقات العامة للديوان الملكي الهاشمي في عهد الملك الحسين يرحمه الله ويحسن إليه.