2025-07-29     عدد زوار الموقع: 6013767

لغزة.. لغة أردنية منفردة

في دعم الأردن للأهل في غزة، لغة واحدة لا تحكيها الألسن، إنما تنفذّها سواعد النشامى الأردنيين، لغة حبّ ووفاء بعهد أن يبقى الأردنيون بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني سندا لهم، وعونا، متلمّسا احتياجاتهم، وصانعا لأمل لهم بعدما أفقدتهم الحرب الإسرائيلية أي بريق له، ليمضي الأردني بدرب عطاء لا يتوقف، وفي مساعٍ لضمان تدفق المساعدات دون توقف وبكميات كبيرة.
لم يكن الأردن يوما سوى سند لفلسطين ولغزة، وفي ذلك تاريخ وليس مواقف راهنة، أو فزعات آنية، إنما مواقف متجذرة بالتاريخ تحمل تفاصيل وطنية، وإجراءات فرضت فلسطين على كافة المحافل والمنابر الدولية، وانتصرت للقضية الفلسطينية على مدى تاريخ وإرث لا يمكن تغطيته بغربال التجاهل، فهي مواقف تحكيها حقائق، وتجسّدها أعمال، فالأردن بوصلته فلسطين وتاجها القدس الشريف.
لا يحتاج الأردن للتذكير بمواقفه، علما بأنه لم يطلب يوما تقييما لها أو أي مواقف وردود فعل، إيمانا منه برسالته الوطنية أن يقدّم للأهل في غزة وللقضية الفلسطينية كل ما من شأنه مدّ العون والمساعدة والسند، ما يجعله لا يحتاج تذكيرا بما قدّم ويقدّم، رغم أنه اليوم الدولة الوحيدة التي توصل المساعدات لغزة بتوجيهات ملكية سامية ومتابعة من جلالة الملك لأن يكون الأردن دوما السند والداعم للأهل في غزة، وبمبادرات سبّاقة وجهود تبذل لغايات إيصال المساعدات، بل والسعي لتدفقها بشكل أكبر ومستدام دون انقطاع.
ولكل من يبحث في أوراقه أو أجنداته عن نصائح للأردن أو مطالبات «لا تسمن ولا تغني من جوع»، وفي جوع هنا المعنى والحقيقة كاملة، ففي نصائحهم حقيقة لا تغني أهل غزة من جوعهم، ولا تسمنهم، لهم نقول ولكل من ينصت لهم أو يسوّق أفكارهم، لتكن أولوياتكم أهم، فالأردن والأردنيون يدركون جيدا رسالتهم ودورهم تجاه الأهل في غزة، وكذلك في الضفة الغربية المحتلة، ولم تتغير ثوابت الأردن تاريخيا وكان وما يزال المنتصر الأول والمنفرد لفلسطين وغزة، ليترك هؤلاء المترفون بنعيم سطحيتهم كلماتهم لما فيه عمليا مصلحة الفلسطينيين والغزيين، ليوجهوا عين اهتمامهم لما فيه نُصرة غزة وفلسطين، فهو الأهم اليوم والأولوية لذلك بدلا من تشتيت وجهات الاهتمام لما فيه تغييب فلسطين وغزة، حدّ النسيان!!!!
لعشرات المرات أكد الأردن ويؤكد أن غزة تحتاج المزيد من المساعدات والأولوية الآن تدفق ارسال المساعدات، دون توقف وبشكل مستمر، يقابل ذلك جهود سياسية ودبلوماسية وبلغة المجتمع الدولي في سعي لوقف دائم للحرب، ولم يترك مجالا يُمكن من خلاله إيصال المساعدات إلاّ وسلكه، برا وجوا، ومن خلال كافة الدروب الممكنة، حقيقة يبذل بكل ما أوتي من إمكانيات ليكون سندا حقيقيا وعمليا للأهل في غزة وللأهل في فلسطين قاطبة، بقلب وروح أردنية وسعي وطني لا ينتظر ردة فعل أو كلمات شكر أو أي مواقف حيال ما يقوم به، لإيمانه المطلق بأن ما يقوم به هو واجب تجاه الأهل في غزة، لا أهداف غير ذلك، ولا غايات سوى عون الغزيين، ما يجعل من أي أصوات تطلب من الأردنيين مواقف وإجراءات حقيقة لتبحث لها عما يفيد الأهل في غزة وما يجعل لأصواتهم فائدة تخرجها من نشاز الأداء والمعنى والنتيجة!.
للأردن لغة واحدة هي لغة الحبّ والوفاء في التعامل مع الأهل في غزة، دون ذلك تغريد خارج سرب الواقع، والمواقف الحقيقية، ولا حاجة للأردن باستعراض مواقفه التي هي مجسّدة بنتائج عملية يلمسها الغزيون، ولهذه اللغة المنفردة من يدرك أهميتها ويعيها بل ويحتاجها، ومن يصرّ على تجاهلها، فهو حقيقة يغطي شمسها بغربال مهترئ!.



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

19714 المؤيدين

19460 المعارضين

19385 المحايدين

محايد لا نعم