2025-07-28     عدد زوار الموقع: 6010721

مشاهد من يوم لعائلة عمّانيّة

في صباح بيتٍ عمّانيٍّ بسيط: دِلّة على النار، وأبٌ يعدُّ حبّات مسبحته، وأمٌّ تجمع العائلة حول مائدة، وجدّةٌ تلوّح بحكمة قديمة. الأب يطلب إبقاء الأخبار على التلفاز، والابن يريد «بثًّا مباشرًا» لشابٍّ يمدح شاحنًا سريعًا. الأمّ تفصل النزاع: «سمّوا وكلوا، ثم عودوا لشاشاتكم»، فيسكت الجميع حين يقرقش الخبز ويبرق الزرّ الأخضر في جهاز الشبكة كأنه إشارة هدنة.
في الطريق، الأب يريد أنشودة الصباح، والابن يريد حلقةً فكرية عن «النموذج المُلهِم». الأمّ تختصر: «المهمّ قهوتنا طيّبة.» عند الدكّان: الأب يطلب زيتًا من البائع القديم «المجرَّب»، والابن يفتّش عن طعامٍ «خفيفٍ وصحّيّ». الجدّة تحسم: «الذي نعرفه خيرٌ ممّا لا نعرف.»
في البيت تندلع معركة المكيّف: على أيّ درجة؟ ينتهي الجدال على رقمٍ لا يرضي أحدًا ولا يُغضب أحدًا. ومع الغداء يتصدّر المنسف المشهد؛ الابن يرفع هاتفه ليلتقط «قصةً مصوّرة»، ويهمس آخر: «أنا نباتي.» تتجمّد اللحظة، ثم تذوب حين تقول الأمّ: «سنصنع لك سلطةً تكفي قبيلة، وكفى إحراجًا.»
بعدها يطالب الشباب بركنٍ للعمل على «مشروعٍ توعويّ»، والجدّة تضحك: «وعّوا أنفسكم أوّلًا.» وعند الليل تُشهر البيوت أسلحتها الخفيّة: أسلاك الشحن القصيرة، ونكاتٌ مصوّرة، ودفاتر وصفاتٍ من مجموعات الرسائل. الأب يتنهّد: «نصبح نظاميّين من الغد.» الأمّ تردّ: «من الآن.» والابن يساوم: «بعد غد.» فتختم الجدّة من العتمة: «الذي لا يسمع أهل بيته تُربّيه الدنيا على مهلٍ وبثمن.»
البيت مجلسٌ صغير تحت سقفٍ واحد؛ قلوبٌ تتجادل ثم تتصافح، ومن يصون الدرب والقلب معًا  يعمر البيت.




شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

19552 المؤيدين

19333 المعارضين

19254 المحايدين

محايد لا نعم