2025-07-27     عدد زوار الموقع: 6009364

حين يتعلق الأمر بفلسطين .. لا أحد يتقدم على الأردن

فلسطين بالنسبة للأردن قضية وطنية مصيرية، ليست وليدة أحداث طارئة أو حروب متواصلة، والتاريخ شاهد على ذلك، وحيثيات وأشكال وصور ذلك الارتباط لا يتّسع المجال لذكرها.. لكننا اليوم - وأعني منذ 7 أكتوبر 2023 تحديدًا - أمام شواهد تؤكد على أن موقف الأردن ليس وليد حدث، ولا مجرد ردّة فعل على حرب، بل هو موقف متجذّر، كان ولا زال يؤكد على أن:

القضية الفلسطينية لبّ الصراع العربي الإسرائيلي، والإسلامي الإسرائيلي، وليس مجرد صراع بين الفلسطينيين وإسرائيل.

لا استقرار للمنطقة والعالم إذا لم يتم حل القضية الفلسطينية على أسس العدالة، وإذا لم ينل الفلسطينيون حقوقهم المشروعة على أرضهم ودولتهم.

«سياسة القلعة» لن تحمي إسرائيل إذا كانت تنوي السلام.

أحداث 7 أكتوبر 2023 كشفت الكثير عن الأقنعة أمام المجتمع الدولي، وكشفت زيف كل شعارات «حقوق الإنسان» و»حقوق الطفل» و»حقوق المرأة».. وغيرها من الشعارات التي سقطت، وتسقط كلّما هوى شهيدٌ.. طفلًا كان أم امرأة أم شيخًا، أو رجلًا يدافع عن أرضه وعرضه، ويناضل من أجل شربة ماء لطفله أو كسرة خبز لعائلته.

وسط مشاهد الدمار وحرب الإبادة على غزة، والتي تقترب من عامها الثاني، وقف الأردن كعادته بقيادة جلالة الملك يجوب الآفاق، ويناشد كل عواصم صنع القرار في العالم لوقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، ومن أجل إيصال المساعدات، والوقوف في وجه خطط التهجير القسري، والتحذير من توسع رقعة الحرب في المنطقة.

كل ما حذّر منه الأردن، وقع.. فإسرائيل ماضية في غيّها، وتوسّع رقعة الحرب من لبنان إلى سوريا إلى اليمن ثم إيران.. ويوم أمس الأول صوّت الكنيست الإسرائيلي على بيان لدعم السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية المحتلة.

إسرائيل تتحدى العالم، وتمعن في حرب الإبادة، وقد أعلنتها «حربًا وجودية» منذ 8 أكتوبر 2023، فماذا فعل العالم؟

الأردن وحده الذي قدّم ولا زال يقدّم «أكثر من طاقته» تجاه الأشقاء في غزة وفلسطين.. قائد الأردن وحده جلالة الملك الذي أعلن أنّ الأردن مهما قدّم للأشقاء في غزة فإن ذلك لا يكفي، والمطلوب أكثر.

الأردن وحده الذي خاض ويخوض معركة «الإعلام المضاد» تجاه الافتراءات الإعلامية الإسرائيلية لتوضيح «سردية الحقيقة» أمام الإعلام الغربي، وقد نجحت جلالة الملكة رانيا العبدالله باقتحام وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى من خلال مقابلات مؤثرة، وتمكنت من توضيح حقيقة ما يجري من انتهاكات في غزة ضد الأطفال والنساء وضد الإنسانية.. ولا زالت جلالتها تواصل دورها «الإعلامي الإنساني» حيث أعادت الملكة أمس الأول نشر رسالة من «الأونروا» عبر خاصية الستوري في إنستغرام بشأن غزة (الكلمات لا تُطعم أطفالنا.. رسالة من غزة).

الأردن وحده من حوّل الكلام إلى أفعال، فكان أول من كسر الحصار الجوي، وأنزل المساعدات على غزة بإنزالات شارك فيها جلالة الملك شخصيًا، وشاركت سمو الأميرة سلمى في إحداها.

الأردن من واصل ويواصل بناء المستشفيات في غزة والضفة الغربية، وتواصل كوادر قواتنا المسلحة الطبية أداء واجبها الإنساني تجاه الأشقاء وبتوجيهات جلالة القائد الأعلى.

الأردن وحده من اخترق الحصار، وتمكّن منذ يومين بتوجيهات ملكية لـ»الخيرية الهاشمية» بإدخال الطحين الأردني إلى غزة.

«الأردنيون» لا يمنّون بما يقدّمونه، بل يعتبرون ذلك أقل الواجب.. والأردن على استعداد وجاهزية لإرسال المساعدات يوميًا للأشقاء لولا المعوقات الإسرائيلية.

الأردن يوظّف اقتصاده ومقدراته من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية، والشواهد على ذلك كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

1. القضية الفلسطينية تتقدم جميع القضايا والملفات التي يبحثها جلالة الملك مع جميع قادة وزعماء العالم.

2. الأردن يؤكد عمليًا بأن قوة اقتصاده قوة لمواقفه تجاه قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

3. جميع نشاطات الأردن يوظفها لخدمة الأشقاء في فلسطين، وآخر مثال على ذلك: رصد ريع تذاكر مهرجان الطعام بالكامل لصالح أطفال القطاع.

*باختصار: ما قدّمه ويقدّمه الأردن من دعم ومساعدة ومناصرة للأشقاء في غزة خصوصًا، وعموم فلسطين، وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والطبية والإعلامية، يفوق إمكاناته، لكنه أبدًا لا يحسب مواقفه بهذه الطريقة، بل بمنطق المصلحة العليا والمصير المشترك، والسلام الحقيقي العادل والشامل، وانعكاسات ذلك ليس على أمن الإقليم فحسب، بل وعلى مستوى العالم.



شارك الخبر
استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

19483 المؤيدين

19274 المعارضين

19196 المحايدين

محايد لا نعم