مبعوث أميركي يزور قطاع غزة الجمعة لمعاينة توزيع المساعدات

اللحظة الاخباري -
يزور الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الجمعة، غزة لمعاينة مواقع توزيع المساعدات ولقاء سكان، في زيارة نادرة لدبلوماسي أجنبي إلى القطاع الفلسطيني الذي دمّرته الحرب وتتهدّده المجاعة.
الزيارة ستكون الثانية المعلنة لويتكوف إلى غزة. وكان زار القطاع في كانون الثاني خلال وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس بقي ساريا حتى 18 آذار حين استأنفت إسرائيل هجومها.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن ويتكوف والسفير الأميركي في إسرائيل مايك هاكابي "سينتقلان الى غزة لمعاينة المواقع الحالية لتوزيع" المساعدات وبهدف وضع "خطة لتسليم مزيد من الغذاء" لسكان القطاع الذين يواجهون "مجاعة شاملة" بحسب الأمم المتحدة.
وأوضحت المتحدثة أنهما "سيلتقيان (هناك) سكانا في غزة للاستماع منهم في شكل مباشر إلى ما يقولونه عن هذا الوضع الرهيب".
وأضافت أن "الموفد والسفير سيعرضان للرئيس حصيلة (ما قاما به) فورا بعد زيارتهما، بهدف الموافقة على خطة نهائية لتوزيع المساعدة والغذاء في المنطقة".
والتقى ويتكوف الخميس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل ضغط دولي غير مسبوق لعدد متنام من الدول التي تعهدت الاعتراف بدولة فلسطين.
بعد 22 شهرا من الحرب على حماس، بات قطاع غزة المحاصر والمدمر مهددا بـ"مجاعة شاملة" بحسب الامم المتحدة، وخصوصا أنه يعتمد في شكل اساسي على مساعدات انسانية تنقلها شاحنات او يتم القاؤها من الجو.
وتؤكد مصادر فلسطينية أن الشهداء الذين يسقطون بالنيران أو القصف الإسرائيلي باتوا يوميا بالعشرات، وقد أعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد 38 فلسطينيا الخميس.
وصباح الخميس، افاد مصدر أن ثلاجة مستشفى الشفاء في شمال غزة كانت تضيق بعشرات الجثث التي تعود غالبيتها إلى رجال قضوا الأربعاء بالرصاص فيما كانوا ينتظرون شاحنات تنقل مساعدات، بحسب عائلاتهم.
"ضمن الأقلية"
وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب صباحا على منصته تروث سوشال أن "الوسيلة الأسرع لوضع حد للازمة الانسانية في غزة هي أن تستسلم حماس وتفرج عن المحتجزين".
وكان ترامب اعرب عن قلقه بداية هذا الأسبوع من "مجاعة حقيقية" في غزة، في موقف لا يتقاطع إلى حد بعيد مع حليفه نتنياهو.
وقبيل وصول الموفد الأميركي، تظاهر عشرات من الأمهات وأقرباء المحتجزين الذين لا يزالون لدى حماس أمام مكتب رئيس الوزراء.
وكرر المتظاهرون مطالبة الحكومة الاسرائيلية بالتوصل الى "اتفاق شامل" يضمن الافراج عن 49 محتجز لا يزالون في غزة، بينهم 27 أعلن الجيش الاسرائيلي مقتلهم.
وأعلنت وزارة الصحة التي تديرها حماس ارتفاع حصيلة شهداء العملية العسكرية الإسرائيلية الانتقامية إلى 60249 شخصا.
وأوردت الوزارة أيضا أن 9081 شخصا استشهدوا منذ استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع في 18 آذار الماضي، فيما ارتفع عدد القتلى من منتظري المساعدات إلى 1330.
والخميس قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول بعد لقائه مسؤولين إسرائيليين في القدس المحتلة، إن "الكارثة الإنسانية" في غزة "تفوق الخيال".
وشدّد على أن إسرائيل "ملزمة أن ترسل على نحو سريع وآمن مساعدات إنسانية وطبية كافية لتجنب وفيات جماعية في إطار مجاعة".
وقبيل توجّهه إلى إسرائيل، حذّر الوزير الألماني إسرائيل، وقال إنها "تجد نفسها بشكل متزايد ضمن الأقلية"، وقال إن "عددا متزايدا من الدول الأوروبية بات مستعدا للاعتراف بدولة فلسطينية من دون مفاوضات مسبقة".
وألمانيا من أقرب الحلفاء الدبلوماسيين لإسرائيل إلا أن انتقاداتها لـ إسرائيل تزداد حدة على خلفية الحرب في غزة والأوضاع في الضفة الغربية المحتلة.
تأتي الزيارتان بعد نحو أسبوعين من فشل مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، ترعاها الولايات المتحدة وقطر ومصر، بهدف التوصل إلى وقف لاطلاق النار.
وأعلنت الحكومة الاسرائيلية الأحد ايقافا محدودا للعمليات العسكرية للسماح بايصال المساعدات إلى القطاع المنكوب، حيث يعيش 2.4 مليون فلسطيني.
"مكافأة حماس"
وأعلنت البرتغال الخميس، أنها "تعتزم" الاعتراف بدولة فسطين خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل.
وكانت كندا أعلنت الأربعاء، نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، محتذية بما سبق أن أعلنته فرنسا والمملكة المتحدة.
والاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة يبقى خطوة رمزية إلى حد كبير مع رفض إسرائيل قيام دولة يتطلّع إليها الفلسطينيون.
ونددت اسرائيل بـ"حملة ضغط دولية مشوهة" غايتها "مكافأة حماس والاضرار بالجهود الهادفة الى التوصل لوقف النار في غزة".
ودانت الولايات المتحدة إعلان دول عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، وفرضت عقوبات على مسؤولين في السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينيتين، متّهمة الأخيرتين باتخاذ خطوات "لتدويل نزاعهما مع إسرائيل"، بحسب بيان لوزارة الخارجية الأميركية.
ومنذ شنها هجوما هدفه المعلن "القضاء" على حماس وتحرير المحتجزين، تواجه الحكومة الإسرائيلية على ما يبدو صعوبات في اتخاذ قرار بشأن حل سياسي في غزة.
في هذا السياق يدعو الجناح الأكثر ردايكالية في الائتلاف الحكومي إلى استئناف الاستيطان في غزة التي أخليت في 2005 من المستوطنين في انسحاب إسرائيلي أحادي الجانب.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس، أن الفرقة 98 المؤلفة من وحدات مظليين وكوماندوس من قوات النخبة انسحبت من شمال غزة للاستعداد لـ"مهمات جديدة".
أ ف ب