أرقام تفوق التوقعات

وفقاً للنتائج المالية المعلنة، سجلت "ميتا" أداءً لافتاً في النقاط الرئيسية التالية للربع الثاني:

* الإيرادات: بلغت 40.1 مليار دولار، متجاوزةً متوسط توقعات المحللين الذي كان عند 39.2 مليار دولار.
* ربحية السهم (EPS): وصلت إلى 5.33 دولار للسهم الواحد، بينما كانت التوقعات تشير إلى 5.12 دولار.

هذه الأرقام تعكس نجاح استراتيجية الشركة في تعزيز عائداتها من الإعلانات، والتي تشكل محركها الأساسي.

نظرة مستقبلية

كان المحرك الأكبر لردة فعل السوق الإيجابية هو توجيهات الشركة للربع الثالث من العام. حيث تتوقع "ميتا" أن تتراوح إيراداتها بين 41 مليار دولار و 43.5 مليار دولار.

وتعتبر النقطة الوسطى لهذا النطاق (42.25 مليار دولار) أعلى بكثير من تقديرات المحللين التي كانت تبلغ 41.3 مليار دولار، ما بعث برسالة قوية للمستثمرين حول ثقة الإدارة في استمرار الأداء القوي.

محركات النمو: قوة التطبيقات ودور الذكاء الاصطناعي

يعود الفضل في هذا النمو بشكل كبير إلى قطاع "عائلة التطبيقات" (Family of Apps)، الذي يضم فيسبوك، وإنستغرام، وواتساب، وماسنجر. وقد حقق هذا القطاع وحده إيرادات بلغت 39.7 مليار دولار، بنمو سنوي قدره 27%.

كما أظهرت الشركة نمواً في قاعدة مستخدميها، حيث بلغ عدد المستخدمين النشطين يومياً (DAP) عبر تطبيقاتها 3.32 مليار مستخدم، بزيادة 8% على أساس سنوي.

ويلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في هذه النتائج، حيث تواصل "ميتا" الاستفادة منه لتحسين استهداف الإعلانات وزيادة تفاعل المستخدمين، خاصة عبر مقاطع الفيديو القصيرة "Reels"، التي أصبحت منافساً قوياً لتطبيق "تيك توك".

استثمار مكلف في الميتافيرس

في المقابل، لا يزال ذراع الشركة المسؤول عن بناء عالم الميتافيرس، "رياليتي لابز" (Reality Labs)، يمثل استنزافاً كبيراً للموارد.

فقد سجل القطاع خسائر تشغيلية بلغت 4.1 مليار دولار في الربع الثاني، مع تحقيقه إيرادات متواضعة تقدر بـ 351 مليون دولار. ورغم الخسائر المستمرة، تواصل "ميتا" ضخ المليارات في هذا الرهان المستقبلي.

وقد لخص الرئيس التنفيذي، مارك زوكربيرج، رؤية الشركة قائلاً: "نواصل رؤية نتائج قوية عبر تطبيقاتنا، ونحن متحمسون للتقدم الذي نحرزه في بناء الجيل التالي من الحوسبة من خلال عملنا في كل من الذكاء الاصطناعي والواقع

المختلط".

بشكل عام، يعكس التقرير المالي لشركة "ميتا" صورة واضحة: محرك الإعلانات الأساسي يعمل بكفاءة عالية مدعوماً بالذكاء الاصطناعي، وهو ما يمول رؤية الشركة طويلة الأمد والمكلفة لبناء الميتافيرس، وهي استراتيجية تبدو مقنعة للمستثمرين في الوقت الحالي.