روته: قمة لاهاي تمثل لحظة حاسمة لتوسيع التعاون الدفاعي عبر الأطلسي

اللحظة الاخباري -
أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مارك روته، أن القمة الحالية في لاهاي تمثل محطة تاريخية لتحول الحلف إلى قوة إنتاجية دفاعية قادرة على مواجهة تحديات روسيا وخصومها الداعمين، مشددًا على ضرورة "الاستثمار الآن وبقوة" لكسب ما وصفه بـ "حرب الإنتاج الجديدة".
جاء ذلك في الكلمة الرئيسية التي ألقاها روته خلال منتدى الصناعات الدفاعية الذي عُقد ضمن فعاليات قمة الناتو، بحضور ممثلين عن الصناعة والدول الحليفة، وفي مقدمتهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وقال روته "هناك مثل روماني قديم يقول: إذا أردت السلام، فاستعدّ للحرب. واليوم، يتعرض التفوق العسكري لحلف الناتو لتحدٍ خطير من روسيا التي تعيد تسليح نفسها بوتيرة متسارعة، وبدعم من التكنولوجيا الصينية، والأسلحة الإيرانية والكورية الشمالية".
نحو إنتاج غير مسبوق للأسلحة والطائرات
وأشار الأمين العام إلى أن الحلف بدأ فعليًا بفتح "مئات خطوط الإنتاج الجديدة" وتوسيع الموجودة منها، موضحا أن الحلف يتجه نحو إنتاج المزيد من السفن والطائرات والذخائر "بمعدلات لم يشهدها منذ عقود"، مؤكدًا أن "الناتو يوظف قوته الفريدة لتعزيز الطلب، وتوسيع التعاون، وتسريع الابتكار".
وأوضح روته أن قمة الناتو ستشهد اعتماد "خطة استثمار دفاعي جديدة وطموحة" تتضمن التزام الدول الحليفة بإنفاق 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، معتبرا أن ذلك سيُحدث "قفزة نوعية في منظومة الدفاع الجماعي" وسيُولّد "عائدا دفاعيا ضخما" ومحركا للنمو الاقتصادي وخلق ملايين الوظائف عبر ضفتي الأطلسي.
وأضاف "من غير المقبول أن تتمكن روسيا، باقتصاد يعادل 1/25 من اقتصاد الناتو، من أن تتفوق علينا في الإنتاج والتسلّح. يجب أن نربح هذه الحرب الجديدة، حرب الإنتاج، وهذا ما تدور حوله القمة".
وأشاد روته بالاستثمارات الأخيرة، وعلى رأسها الاستثمار البريطاني الضخم في قطاع الطائرات المسيّرة الأوكراني، والذي وصفه بأنه "يدخل أوكرانيا مباشرة في القاعدة الصناعية البريطانية"، مؤكدًا أن "أوكرانيا قوة صناعية وابتكارية هائلة" يجب البناء عليها.
وفي الحوار الذي أدارته مونيكا سي ديان هو، مديرة معهد كلينغنديل، أوضح روته أن "الاتحاد الأوروبي هو الشريك الأساسي للناتو، ونجاح العلاقة يتطلب تنسيقًا سياسيًا مباشرًا ومن دون بيروقراطية"، مؤكدًا أنه اتفق منذ توليه منصبه مع فون دير لاين على حلّ أي خلافات ثنائية عبر الاتصال المباشر "دون حتى التوقف لاستراحة".
وقال "الاتحاد الأوروبي يمتلك القوة الناعمة في بناء الصناعة والربط بين الحكومات والقطاع الخاص، فيما يوفر الناتو البنية الصلبة للقدرات والمعايير العسكرية، وهذه علاقة تكاملية".
وأشار روته إلى أن الناتو والاتحاد الأوروبي يعملان "كفريق واحد" في العاصمة الأوكرانية كييف، وداخل قيادة العمليات في فيسبادن، وفي البعثات المشتركة في البلقان، مضيفا "نحاول تجنّب البروتوكولات الرسمية الزائدة. نعمل بطريقة عملية وسريعة لأن الوقت لا يسمح بالسعي نحو الكمال".