2025-06-24     عدد زوار الموقع: 5962262

في التفاوض الانتصار الحقيقي

تهدئة الإقليم، يبدو واضحا أن رياح واقع الحال تأتي بما لا تشتهيه سفن المنطقة والإقليم، والوصول لتهدئة الإقليم، بعدما اشتعلت نيران الحرب به مهمّة صعبة، ولم تعد العين ترى سوى فوّهة بركان يقف عليها الإقليم بل والعالم تنفجر به الأحداث بشكل متوالي.

تتصاعد الأحداث نحو الأسوأ، ونحو مزيد من الاضطرابات والضربات المتبادلة، ولا أحد يمكنه رؤية أو حتى وضع فرضيات للقادم، وإلى أين ستصل هذه الحرب، وما نتائجها، على الرغم من وجود مسلّمة بأن المعارك يخرج الجميع منها مهزوما، لما تستنزفه من كافة مقومات الحياة الطبيعية، وفي هذه الحرب يبدو واضحا أن واقعها ما يزال يدور في فلك ماذا بعد؟!! وإلى أين وإلى متى؟ وسط قناعة مطلقة بأن التوقف لأي طرف يعني خسارة.

نداءات تخرج من كل الدول الباحثة والساعية للسلام، وكذلك للتنمية والتقدّم، بوقف هذه الحرب، لصالح الإقليم والعالم وانقاذا للبشرية، لكن حالة من الرفض تكاد تكون هي السائدة وسط ضجيج القذائف والصواريخ والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بالعدوان على إيران دون توقف، مع التأكيد على أنها من أشعل فتيل الحرب منذ البداية، لنصل إلى نقطة أن وقف الحرب والسلام أقرب للمعجزة اليوم، وسط مستجدات تدفع ظروف المرحلة للأسوأ، حدّ الخطر.

لم يجمع العالم على كلمة واحدة كما هو اليوم من الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ومؤخرا دخول الولايات المتحدة الأمريكية، بضرورة وقف الحرب، وانطلقت تحركات دبلوماسية للتعامل مع هذه الأزمة، بشكل ينهي الحرب، ويوقف كوارث بدأت وستستمر في حال لم تتوقف الحرب، لكن للأسف أن الحرب مستمرة ومتشعّبة، وباتت تمس أمن واستقرار العالم بأسره، ذلك أن الطرفين ولا نجافي الحقيقة إذا ما قلنا الثلاثة أطراف يبتعدون يوما بعد يوم عن فكرة وقف الحرب، والتهدئة، بإصرار على استمرار التصعيد، نحو كوارث جديدة.

بالأمس، جلالة الملك عبدالله الثاني بحث وجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان خلال اتصال هاتفي، «سبل التوصل للتهدئة الشاملة في الإقليم»، وفي رسالة الحكمة والسلام، أكد جلالته خلال الاتصال، «أن استمرار التصعيد يهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها، مشددا جلالته على أهمية التواصل مع جميع الأطراف لضبط النفس والعودة للمفاوضات»، هذا هو ما يجب الأخذ به على محمل التنفيذ الفوري، فلا بد من ضبط النفس والعودة للمفاوضات، عندها دون أدنى شك ستتحقق الانتصارات، الانتصار يصل له الباحثون عنه من خلال التفاوض، ووضع الملفات كاملة على طاولات التفاوض.

ومن جديد، لفت جلالة الملك أمس «إلى أن السلام لن يتحقق في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين. وجدد جلالة الملك التأكيد على ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة، وضمان وصول المساعدات الكافية، والعمل على وقف التصعيد في الضفة الغربية والقدس»، هي خارطة طريق سياسية اقتصادية تنموية أمنية نموذجية لينعم الإقليم والعالم بالأفضل، ولتتحقق الانتصارات الحقيقية، ولنصل لتهدئة شاملة عملية، دون إغفال القضية الفلسطينية والحرب على أهلنا في غزة، بل جعلها أساسا في سلام حقيقي يتمناه العالم، فصوت فلسطين ما يزال حاضرا في الأردن بقيادة جلالة الملك وما يزال أولوية وركيزة للسلام.

الوصول للأفضل اليوم لا يحتاج سيناريوهات متعددة، فالأمر واضح بمساحاته البيضاء والسوداء الداكنة، ولغة القوة والحروب لن تقود إلاّ لمزيد من التصعيد، والخسائر، فيما يبقى الحوار وطاولة المفاوضات، والسعي بشكل عملي للسلام، هو درب الانتصار الحقيقي.



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

17348 المؤيدين

17088 المعارضين

17006 المحايدين

محايد لا نعم