اللحظة الاخباري -

أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، أن الحلفاء تلقوا رسالة واضحة من وزير الخارجية الأميركي روبيو بشأن التزام الولايات المتحدة بالناتو، بالإضافة إلى توقع واشنطن بأن تتحمل أوروبا وكندا مزيدًا من المسؤولية عن الأمن المشترك، وأن تستمر في زيادة الإنفاق الدفاعي.

وأوضح روته، خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماعات وزراء خارجية الحلف في بروكسل، أن هناك إجماعًا بين الحلفاء على أنه مع تزايد خطورة العالم، فإن الحاجة إلى الناتو أصبحت أكبر من أي وقت مضى، مؤكدًا التزام الدول الأعضاء بالحلف تجاه بعضها بعضا.

وأضاف أن هذا الالتزام ليس فقط مبدئيًا قائمًا على القيم والتاريخ المشترك، بل هو التزام عملي لمواجهة التهديدات الأمنية المباشرة، وأبرزها التهديد القادم من روسيا، بالإضافة إلى تهديدات أخرى من جهات دولية وغير دولية، سواء في الشمال أو الجنوب أو على الجناح الشرقي أو في الفضاء الإلكتروني.

وأكد الأمين العام أن الحلف سيعمل على زيادة الاستثمار في الدفاع بشكل كبير، مشيرًا إلى أن العديد من الحلفاء بدأوا بالفعل في ذلك. كما أوضح أن الحلف سيعزز الإنتاج العسكري بوتيرة أسرع، وسيعمل على تقليل العقبات البيروقراطية والقيود التي تعيق كفاءة الصناعة الدفاعية، لضمان تلبية الاحتياجات المتزايدة في هذا المجال.

وخلال الاجتماعات، بحث الحلفاء التعاون مع الشركاء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية. وشدد روته على أن الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ أصبح أكثر ترابطًا مع الأمن الأوروبي الأطلسي، مشيرًا إلى أن الحرب في أوكرانيا تعكس هذا الترابط، في ظل استمرار الصين وكوريا الشمالية وإيران في دعم روسيا عسكريًا.

وأضاف أن الحلفاء يقظون لهذه التهديدات ومصممون على تجهيز أنفسهم لمواجهتها، من خلال تعزيز التعاون الدفاعي والصناعي، معلنا أنه سيزور اليابان الأسبوع المقبل لتعزيز هذه العلاقات بشكل أكبر.

وفيما يخص أوكرانيا، عقد الحلف اجتماعًا لمجلس الناتو-أوكرانيا بحضور وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، الذي قدم للحلفاء تحديثًا عن الوضع الميداني.

وأكد روته أن الحلفاء جددوا التزامهم بدعم أوكرانيا عسكريًا في الوقت الحالي، ومساعدتها في بناء قواتها المسلحة في المستقبل. كما ناقش الوزراء المحادثات الجارية التي تقودها الولايات المتحدة مع كل من أوكرانيا وروسيا لإيجاد حل عادل ومستدام لإنهاء الحرب.

وأشار الأمين العام إلى أن الحلف يدعم جهود تحقيق السلام، مؤكدًا أن الحلفاء، ومن بينهم فرنسا والمملكة المتحدة، أظهروا استعدادهم لتحمل المزيد من المسؤولية في هذا الصدد.

وأضاف أن الناتو مستمر في تقديم الدعم السياسي والعملي لأوكرانيا، من خلال قيادته في فيسبادن ومكتبه في كييف، فضلاً عن تعهد الحلفاء بتقديم أكثر من 20 مليار يورو كمساعدات أمنية لأوكرانيا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025.

كما ناقش الحلف تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي، حيث انضمت إلى الاجتماعات الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، التي قدمت إحاطة حول "الورقة البيضاء" الخاصة بجاهزية الدفاع الأوروبي لعام 2030.

وأكد روته أن العلاقة بين ضفتي الأطلسي لا تزال حجر الأساس للأمن الأوروبي والاستقرار العالمي، مع التشديد على أهمية إشراك الحلفاء غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في هذه الجهود.

وفي ختام تصريحاته، أشار روته إلى الذكرى السنوية السادسة والسبعين لتأسيس حلف شمال الأطلسي، مشيدًا بالدور الذي لعبه الحلف على مدار العقود الماضية في تحقيق الأمن من خلال التعاون المشترك بين الحلفاء، مؤكدا أن الاجتماعات الأخيرة أظهرت أن الناتو يسير على الطريق الصحيح لمواصلة هذا النجاح في المستقبل.