البترا أول مدينة أردنية بالمجلس العالمــي للسياحــة المستدامــة
اللحظة الاخباري - تعتبر مدينة البتراء، عاصمة العرب الأنباط من أشهر المواقع الأثرية في العالم وأهم مواقع الجذب السياحي في الأردن، حيث تزورها أفواج السياح من كل بقاع الأرض، وتقع عن بعد 240 كيلو مترا إلى الجنوب من عمان وعلى بعد 120 كم من خليج العقبة - البحر الأحمر (الخريطة) ، وتتميز البتراء بطبيعة معمارها المنحوت في الصخر الوردي الذي يحتوي على مزيج من الفنون المعمارية القديمة التي تنتمي إلى حضارات متنوعة وهي عبارة عن مدينة كاملة منحوتة في الصخر الوردي اللون.
وبدوره أعلن رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، فارس البريزات، الثلاثاء، أن مدينة البترا أصبحت رسمياً عضواً في المجلس العالمي للسياحة المستدامة (GSTC)، وإن هذه الخطوة تأتي «استجابة للمتغيرات العالمية في الأنماط السياحية الجديدة، إذ إن معظم المسافرين من شتى أنحاء العالم وعبر محركات البحث يبحثون عن الوجهات السياحية المستدامة التي تراعي المعايير الدولية في الاستدامة وعلى مستوى القطاعين العام والخاص» إضافة إلى خطة استراتيجية سياحية تعمل عليها السلطة (2021-2025)، وبما يتواءم مع رؤية التحديث الاقتصادي التي جاء من ضمن محاورها الرئيسية «الأردن وجهة سياحية عالمية ومركزاً لصناعة الأفلام».
وأوضح نائب الرئيس مفوض المحمية والسياحية حمزة العلياني أن السلطة بعد التحليل الذي قامت به عن واقع الحال في منطقة إقليم البترا التنموي السياحي وبدعم من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) من خلال خبراء مختصين في السياحة المستدامة أنه من الضروري البدء بتطبيق معايير السياحة المستدامة وحسب المنهجيات العالمية المعتمدة من المجلس العالمي للسياحة المستدامة (GSTC)، حيث ان هذا التحليل يعتبر اللبنة الأساسية للعمل والتطوير في هذا المجال ويعتبر تحليلاً توجيهيا لمواطن القوة وتعزيزها، ومواطن الضعف والفرص المتاحة لتحسينها وبالتعاون والتنسيق مع المؤسسات الرسمية وشركائنا من القطاع السياحي.
وأشار إلى أن السلطة عازمة على البدء بتطبيق هذه المعايير الدولية وعلى مراحل متعددة وبالتعاون والشراكة مع المنظمات الدولية والمنظمات المحلية في هذا الاختصاص، وقد ورد هذا المشروع من خلال المنحة المقدمة من الوكالة الاميركية للإنماء الدولي (USAID)، للبدء بمراحل التدريب والتأهيل وحملات التوعية والإرشاد للقطاعات السياحية المختلفة، إضافة إلى تطبيق هذه المعايير على القطاع الحكومي ممثلاً بالسلطة والدوائر الأخرى المعنية.
والبترا مثال فريد لأعرق حضارة عربية ( حضارة الأنباط)، حيث قام العرب الأنباط بنحتها من الصخر منذ أكثر من 2000 عام،وهي شاهدة على أكثر الحضارات العربية القديمة ثراءً وإبداعا، حيث بقي موقع البتراء غير مكتشف للغرب طيلة الفترة العثمانية، حتى أعاد اكتشافها المستشرق السويسري يوهان لودفيغ بركهارت عام 1812، من خلال رحلة استكشافية في كل من بلاد الشام ومصر والجزيرة العربية لحساب الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية، لذلك يطلق العديد من العلماء والمستشرقين على البتراء «بالمدينة الضائعة» وذلك لتأخر إظهارها إلى العالم، وقد وصفها الشاعر الانجليزي بيرجن بأنها المدينة الشرقية المذهلة، المدينة الوردية التي لا مثيل لها.
ازدهرت مملكة الأنباط وامتدت حدودها جنوباً لتصل إلى شمال غرب الجزيرة العربية حيث توجد مدينة مدائن صالح ،وقد مدّ الأنباط نفوذهم كي يصل إلى شواطئ البحر الأحمر وشرق شبه جزيرة سيناء ومنطقة سهل حوران في سوريا حتى مدينة دمشق ، فكان يحيط بالمملكة النبطية وعاصمتها البتراء العديد من الممالك والحضارات :منها الحضارة الفرعونية غرباً ،وحضارة تدمر شمالاً، وحضارة بلاد ما بين النهرين شرقاً، لذا كانت المملكة النبطية تتوسط حضارات العالم القديم، وتشكل بؤرة التقاء وتواصل مختلف الحضارات العالمية، فيما اشتهر الأنباط بتقنيات هندسة المياه والحصاد المائي وهم أصحاب الفكرة منذ القدم، حيث طور الأنباط أنظمة الري وجمع مياه الأمطار والينابيع وتفننوا في بناء السدود والخزانات التي حفروها في الصخر، كما شقوا القنوات لمسافات طويلة، إضافة لبنائهم المصاطب الزراعية في المنحدرات لاستغلال الأراضي في الزراعة.