أولمبياد 2024: ماسوما علي زاده "فخر" أفغانستان و"صوت" اللاجئين

اللحظة الاخباري -
تعبّر رئيسة بعثة فريق اللاجئين في الألعاب الأولمبية بباريس، التي مارست سابقاً رياضة ركوب الدراجات الهوائية، الأفغانية ماسوما علي زاده عن "فخري" بتمثيل كل أولئك الذين "أجبروا" على مغادرة بلادهم، وتريد أن تظهر من خلال رحلتها القدرة على تحقيق "أحلامنا".
وبعد ثلاثة أعوام من مشاركتها في أولمبياد طوكيو مع فريق اللاجئين، وضعت ماسوما (28 عاماً) دراجتها جانباً من أجل أن تصبح "صوت 120 مليون نازح حول العالم"، عبر المقابلات التي تجريها مع لجنة اللاجئين في منظمة الألعاب بمناسبة يوم اللاجئ الذي تنظمه الأمم المتحدة الخميس.
تشرح علي زاده التي غادرت موطنها الأصلي أفغانستان بسبب أوزار حرب امتدت من 2001 حتى 2021، بالفرنسية "إنه لفخر وشرف كبير أن أمثل، من خلال هذا الفريق الفريد والمميز، الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من بلادهم".
وسيضم الفريق الأولمبي للاجئين الذي استهل مشاركاته الأولمبية عام 2016 في ريو، 36 رياضياً من 11 دولة سيشاركون في 12 مسابقة في باريس. ولهذا الفريق شعاره الخاص، وهو عبارة عن دائرة من الأسهم ترمز إلى رحلاته وتعلو الحلقات الأولمبية.
لجأت الشابة التي لا تحب الظهور كثيراً، إلى فرنسا عام 2016 حيث حصلت على حق اللجوء بعد الرفض الأولي للتأشيرة. اعتبر ذلك بمثابة اقتلاع ثانٍ لماسوما التي نشأت في إيران بين الثانية والعاشرة من عمرها.
تقول الشابة التي وضعت بعض الكحل حول عينيها وغطت رأسها بحجاب أسود "كنت أعرف ما يعنيه أن تكون لاجئاً، لقد مررت بتجارب سيئة، لذلك تساءلت عما إذا كانوا سيحترموني، وسألت نفسي الكثير من الأسئلة حول مستقبلي".
منع النساء من ممارسة الرياضة
قالت علي زاده خريجة درجة الماجستير في الهندسة المدنية من جامعة ليل، بتأثر شديد "لكن عندما أقارن وضعي هنا، في فرنسا، حيث أستطيع أن أعيش وأسافر بمفردي، بوضع النساء الأفغانيات ... أشعر بالحزن وخيبة الأمل لأنني لا أستطيع أن أفعل أي شيء من أجلهن".
ومنعت حركة طالبان، ومنذ عودتها إلى السلطة في آب/أغسطس 2021، النساء من ممارسة الرياضة وشغل وظائف معينة. كما منعت الفتيات الصغيرات من التعليم بعد المدرسة الابتدائية.
وسيتنافس ستة رياضيين، ثلاثة رجال وثلاث سيدات، في ألعاب باريس (26 تموز/يوليو - 11 آب/أغسطس)، لكن لم تكشف اللجنة الأولمبية الدولية ولا اللجنة الوطنية الأفغانية عن الأسماء حتى الآن.
وتعتزم علي زاده الذهاب إلى باريس لتشجيع فريق اللاجئين "أنا سعيدة للغاية بوجود ثلاث نساء أفغانيات في الألعاب الأولمبية وأنهن متساويات مع الرجال".
وواجهت علي زاده التي تنتمي إلى أقلية الهزارة الشيعية، ردود فعل عنيفة خلال عودتها إلى أفغانستان حيث قضت عدة سنوات في الفترة الفاصلة بين رحيلها عن إيران وانتقالها إلى فرنسا.
"عشنا في خوف"
وفي كابول، تعرضت المراهقة التي قررت ممارسة رياضة ركوب الدراجات الهوائية مع مجموعة من الأصدقاء، إلى رشق الحجارة والشتائم أثناء رحلاتها على الطرق الأفغانية.
لم يمنعها ذلك من الانضمام إلى المنتخب الوطني وهي في السادسة عشرة من عمرها، فاستذكرت هذه المرأة ذات البنية النحيلة التي اضطرت أخيرا إلى مغادرة بلدها في مواجهة الصحافة المعادية، تلك الفترة قائلة "لقد نشأت مع الكثير من عدم المساواة وانعدام الأمن. عشنا في خوف، ولكن عندما ركبت دراجتي شعرت بالحرية. لقد نسيت المشاكل. شعرت وكأنني أملك السلطة، بينما في أفغانستان نعتقد أن المرأة ليست قادرة على فعل أشياء معينة".
وتطمح ماسوما إلى العمل في مجال الرياضة، مستندة إلى خبرتها.
تقول هذه الشابة "عليك أن تعمل بجهد لتحقيق حلمك. كان عليّ أن أبذل ثلاثة أضعاف الجهد الذي يبذله الطالب الفرنسي: بين تعلم اللغة والدورات الجامعية والرياضة".
وعن مشاركتها في أولمبياد طوكيو صيف 2021، قالت "حققت حلمي عندما كان الناس يهتفون باسمي". وعلى الرغم من حصولها على المركز الأخير في سباق ضد الساعة، أصرّت قائلة "بعد ذلك اليوم، قلت لنفسي إن تحقيق أي حلم ممكن وأبرز دليل أني هناك (في الألعاب الأولمبية)".