ويحق لنا أن نتباهى ونفتخر حمادة فراعنة

يحق لنا كأردنيين أن نفرح ونتباهى بالمنجزات السياسية التي حققها الشعب الفلسطيني في مسار نضاله الوطني التدريجي متعدد المراحل، سواء نجاح عقد المؤتمر الدولي التضامني مع حل الدولتين في دورتيه الأولى على مستوى وزراء الخارجية الذي عقد في تموز 2025، أو على مستوى قيادات الصف الأول من الملوك والرؤساء ورؤساء الوزارات، ونجاح سلسلة الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل بلدان تربطها علاقات مع المستعمرة الإسرائيلية: بريطانيا فرنسا، كندا وأستراليا وغيرهم.
السؤال لماذا نفرح ونتباهى مع الفلسطينيين أو من بعدهم؟؟
عدة عوامل تدفعنا لكي نفرح اولها تؤكد ان فلسطين هي وطن الفلسطينيين، ولا وطن لهم غيرها، وعليها وعلى أرضها سيقيمون دولتهم وفق الاعتراف الدولي الذي تجاوز 150 دولة من أصل 193 دولة عدد أعضاء الأمم المتحدة، وأربعة دول بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا من دائمي العضوية لدى مجلس الأمن، و الخامسة هي الولايات المتحدة .
وثانيها أوهام واكاذيب واضاليل نتنياهو وفريقه الائتلافي، الذي يتمسك أن: 1- القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية، 2- أن الضفة الفلسطينية، ليست فلسطينية بل هي يهودا والسامرة أي جزء من خارطة المستعمرة، وهذا يتعارض ويتنافى مع مواقف وسياسات الأغلبية الساحقة من دول العالم، بما فيها دول ساهمت في صنع المستعمرة على أرض فلسطين: بريطانيا وفرنسا.
وثالثها أن هذه الخلاصة من نتائج سياسات المؤتمر الدولي، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتصويت بشأن فلسطين تسقط أوهام: 1- الوطن البديل، 2- إسرائيل الكبرى، فالنتائج القائمة على الفعل الكفاحي على الأرض وفي الميدان وفي مواجهة الاحتلال من قبل الشعب الفلسطيني، والقائمة ايضا على فعل الجرائم الإسرائيلية ونبذها ورفضها دالة على فشل وإخفاق المستعمرة، رغم قوتها وقدراتها وتفوقها ودعم الولايات المتحدة لها.
أما لماذا نتباهى كأردنيين بالإنجازات الفلسطينية ومكاسبها السياسية، فهذا يعود ليس فقط لأنها تتفق وحماية الأمن الوطني الأردني، بل لأن الأردنيين كانوا شركاء في الدعم والإسناد لنضال الفلسطينين، بدءاً من ولادة منظمة التحرير الفلسطينية، وانعقاد مجلسها التأسيسي الأول على أرض المملكة الأردنية الهاشمية آنذاك، تم عقده في القدس في شهر أيار عام 1964، برعاية الملك الراحل الملك حسين وخياره، مروراً بعقد الدورة 17 للمجلس الوطني الفلسطيني في عمان عام 1984، حينما تعذر انعقاده في اي بلد آخر، وليس انتهاء أن الأردن كان البلد الثاني بعد الجزائر حينما أعلن المجلس الوطني الفلسطيني مشروع « الدولة الفلسطينية» في الجزائر، حيث كانت الجزائر البلد الأول الذي اعترف بمشروع الدولة الفلسطينية، لان الاعلان تم في الجزائر، والأردن كان البلد الثاني مباشرة تأكيداً على الفهم والموقف الأردني والانحياز والمصلحة الوطنية والقومية الأردنية، لقيام الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين وليس خارجها.
وعلينا أن نتذكر لمن ينسى في زحمة الأصوات والوقائع، أو يفقد الذاكرة أن الفلسطينيين تقديراً منهم للهاشميين قاموا:
أولاً : عام 1924 قام وجهاء فلسطين بمبايعة الشريف الحسين بن علي كمرجعية لهم، تأكيداً على إيمانهم بصدق نواياه، وحرصه على مقدسات القدس، ورداً على مؤامرات بريطانيا واكاذيبها وتنصلها من الاتفاقات والمراسلات التي تؤكد على حق العرب بالاستقلال.
وثانياً: الاتفاق الاردني الفلسطيني الموقع بين رأس الدولة الأردنية الملك عبدالله والرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان يوم 31 آذار مارس عام 2013، وأكدت على أن الملك عبدالله هو صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة، امتداداً للوصاية التي أقرتها القيادات الفلسطينية ومبايعتها للشريف حسين بن علي، وعليه تم الاتفاق على أن الملك هو صاحب ووريث: « الدور في حماية ورعاية الأماكن المقدسة في القدس واعمارها، واستمرار هذا الدور بشكل متصل في ملك المملكة الأردنية الهاشمية، من سلالة الشريف الحسين بن علي».
ولهذا كله، اي إنجاز فلسطيني هو مصلحة وطنية وقومية ودينية وإنسانية للأردن وللأردنيين.