2025-09-27     عدد زوار الموقع: 6102106

مين هالواحد !! ابراهيم عبدالمجيد القيسي

أمس؛ مكثت قرابة ساعتين في مؤسسة حكومية، لمعاملة عادية، تنجزها المؤسسة خلال دقائق لو كان الوضع طبيعيا، والمعاملة نفسها، يمكن «برمجتها» بخطوتين او عدة أسطر في لغات البرمجة القديمة، ويمكن للمواطن أن يوفر الوقت والمال والجهد، وينجزها من بيته، ذلك لو كنا اليكترونيين في تفكيرنا، وعزمنا على التحول لحياة أسهل..
وأمس الأول؛ كتب الصديق فراس نصوح المجالي نصا محكما على صفحته، يقترح خلاله استبدال بعض المسؤولين ببرامج ذكاء صناعي، وهو ربما يقترح هذه الفكرة بطريقة لا تخلو من انتقاد، حيث يطالب الحكومة واصحاب القرار، ان يتركوا الآلة تتعامل معنا، فهي ستكون منصفة أكثر من البشر، ولا امتيازات او ظلم سيقع على اصحاب الكفاءات العالية والمتواضعة.. وتعليقا من طرفي على ما قاله فراس ابن نصوح، أكدت له بان الفكرة موجودة وتم تطبيقها حول العالم، لكن حتى مع دعوته الى الرقمنة، حتى رقمنتنا نحن، والاكتفاء بمعدلات وعدادات البرامج والتطبيقات التي تصنعها، ثم تعتمدها الآلة والبرامج في تقييمنا وتقييم أدائنا، فهذه الأرقام والأعداد تتميز أيضا عن بعضها، فهناك ما يسمى بمجموعة الأرقام الصحيحة، وهناك مجموعة الأرقام الحقيقية، ومجموعة الأرقام أو الأعداد النسبية.. ومجموعة الأعداد الخيالية..الخ، حتى أن هناك ما يسمى بالعدد الأولي، وتعريفه في الرياضيات الكلاسيكية، هو العدد الذي لا يقبل القسمة إلا على نفسه، وعلى واحد، وتساءلت وما زلت (مين هالواحد) بين كل هذه الأعداد والأرقام!..
فيه واحد، أفنى عمره، وما يملك، لتعليم أبنائه، وكل أبنائه أنهوا الجامعات، ومتطلبات الحياة المحترمة كلها، الأخلاقية والعقلية والفكرية والوطنية.. وكل أبنائه لا يعملون في أي وظيفة، وهذا «واحد» من هذه الأرقام.
وفيه «واحد» طول عمره «سرسري»، وكل عياله مثله، ومع ذلك لم يخسر قرشا واحدا على تعليمهم، ولم ينتظر أحدهم يوما واحدا ليجري تعيينه في أي وظيفة «يختارها»، ويعيش حياته بالطول والعرض والتفاهة والسخافة.. ولا «يدري عن عرب رحلت»..
و»واحد» كذلك؛ قرأت عنه بأنه دكتور جامعي، يعني كان عضو هيئة تدريس في جامعة ما، واستغنت عنه الجامعة بسبب «قلة إنجازه البحثي»، فيكتب عنه المتسائل، قائلا لتلك الجهة التي أنهت عمله بسبب قلة إنجازه البحثي: طيب؛ شو تفسيركم في تصنيف الدكتور نفسه وبعد قراركم بأشهر، بأنه مصنف من ضمن الـ2%عالميا، الذين قدموا نشاطا بحثيا مؤثرا!!.
وفيه واحد خدم في الدولة طول عمره، وطلع مديون وراتبه التقاعدي لا يكفي احتياجاته الشخصية، وواحد طاردته قضايا واختلاسات بعشرات الملايين..
فهل الأعداد والأرقام حتى «الواحد» يمكنه ان ياخذ حقوقه الطبيعية من عالم في عصر رقمي او عصر حجري!.
وين نولّي؟!.



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

23300 المؤيدين

23138 المعارضين

23098 المحايدين

محايد لا نعم