دليل على قوة الخطاب الهاشمي ابراهيم عبدالمجيد القيسي
المنطق والعقلانية، واضحان لكل ذي عقل وعين، ومهما ابتعدنا عنهما فهما يحضران، حين نحتكم للموضوعية ونتوخى الصدق مع انفسنا، ونعبر عن مبادئنا وإيماننا العميق بحقيقة أو بفكرة..
أتحدث عن القضية الفلسطينة في الخطاب السياسي والديبلوماسي الهاشمي، والذي كان خطابا ثابتا واضحا على لسان وضمن جهود جلالة الملك عبدالله الثاني، منذ توليه زمام السلطة، كملك للمملكة الأردنية الهاشمية، حيث لم يهادن او يساوم أو يجامل جلالته بحقيقة عادلة، منصفة للشعب الفلسطيني المظلوم، وهي أيضا الحل الأخلاقي والصحيح لإنهاء الصراعات والحروب، وقد سبق للعالم أن سار في طريق هذه الحقيقة، لكنه تراجع في فترات، وتهاون في فترات أخرى، لكن الملك عبدالله الثاني بقي ثابتا على موقفه، وتكاد تتوقع الفكرة الرئيسية من أي خطاب سياسي أو أمني او إنساني موجها للعالم، فهي دوما (حق الشعب الفسطيني في إقامة دولته على أرضه)، ولم تتغير التفاصيل اللاحقة في هذا الخطاب، مثل حدود الـ67 ، وعاصمتها القدس، وغيرها من التفاصيل القانونية والسيادية ..
في كل يوميات حرب الإبادة التي تشنها الصهيونية على غزة، منذ الثامن من اكتوبر عام 2023، والعالم في إثارة وصخب، وطغت فنون من الأداء السياسي الدولي المتردد، والأداء الإعلامي الموجّه لمآرب عديدة، وكان هذا شكل الفوضى والقلق والتهاون الدولي، إلا في الأردن وأدائه وجهوده التي لم تنقطع ولا ساعة واحدة في متابعة الحدث الإجرامي الصهيوني، وكان وما زال خطاب جلالة الملك وكل مؤسسات الدولة الأردنية، حكومة او وزارة خارجية، مجلس أمة أو حتى حراكات شعبية داعمة أو معارضة، كلها كانت على نسق واحد صادق، وهو حل مشكلة فلسطين، ومشكلة شعبها الذي يباد بدم بارد، ومشكل ترابها الوطني الذي تزحف فوقه آلة الاستيطان والمصادرة، بشتى الأساليب والجرائم.
وحين كان وما زال الأردن يركز اهتمامه المحلي والعربي تجاه إغاثة الشعب المنكوب الذي يتعرض للإبادة، كانت الديبلوماسية الأردنية ومن خلال الملك نفسه، وكل المؤسسات الاردنية المعنية بصناعة الديبلوماسية الأردنية، وترويج خطابها، كانوا يعملون على استغلال هذه الفرصة التاريخية من اهتمام العالم وكل مواطن فيه، بإنقاذ الشعب الفلسطيني، وإيجاد حل حاسم ونهائي لعذاباته..
وقد تابعنا بل وكتبنا عن اعلانات دولية مسبقة، أعلنت فيها عدة دول حول العالم، عن نيتها واستعدادها لإعلان موقفها بالاعتراف بالدولة الفسطينية، خلال سبتمبر، وذلك قبل حلول سبتمبر الجاري، وهنا تظهر جلية آثار وصدقية وجهود الملك عبدالله الثاني خلال هذه الحرب الاستئصالية التي تشنها وتقودها وتنفذها الصهيونية بحق الفلسطينيين، رافق هذه المواقف السياسية الدولية تحركات شعبية في كل دول العالم، تتحدث بالحقيقة التاريخية كما يوردها الخطاب الهاشمي منذ حوالي 100 عام على وعد بلفور الظالم.
الخطاب الهاشمي تجاه القضية الفلسطينية وضرورة (إيجاد حل بإقامة دولة فلسطينية للفلسطينين، على أرضهم)، وجد فرصته الثمينة التي وفرتها حرب الإبادة، وها هي الدول حول العالم تعلن تباعا باعترافها بدولة فلسطينية، لنفهم أخيرا أن هذا الخطاب الأردني الهاشمي المتوارث، الثابت في السياسة والديبلوماسية الأردنية، وصل للجميع، ولأنه يعبر عن فكرة ورؤية وحل عادل وقانوني ومنطقي لحل هذه القضية، فهو يصعد اليوم ليطغى على كل فعل وحديث، فلا يصح إلا الصحيح الذي كاد أن يكون (ماركة عالمية) في أي ظهور إعلامي أو حواري أو أي تعليق قدمه جلالة الملك للدنيا كلها، خلال ربع قرن من الزمان الغارق بالأحداث المختلفة.








