2025-09-04     عدد زوار الموقع: 6071925

مشهدان لعالم جديد فيصل الشبول

بعيدًا عن الأوهام والتمنيات والأحلام، فقد كان العالم خلال اليومين الماضيين أمام مشهدين ينبئان بملامح تتشكل لعالم جديد لا ينتمي إلى العالم الجديد الذي أفرزته الحرب العالمية الثالثة.

فمشهد القمة الثلاثية بين رؤساء روسيا والصين وكوريا الشمالية، وإن لم تُسفر عن حلف عسكري، استدعى ردًّا فوريًّا من الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي اعتبره تآمرًا على بلاده.

التآمر بالنسبة للرئيس الأميركي هو أي فعل يقلل من انفراد الولايات المتحدة بقيادة العالم، بما في ذلك اختراع قوانين جديدة، والتنصل من التزامات سابقة، وعدم الامتثال للشرعية الدولية، بل ومعاقبة مؤسساتها وقياداتها.

أما المشهد الآخر فقد سبق القمة، أو قُل استبقها بيومين عندما ظهر الرئيس الأميركي وبجانبه الكرة الأرضية التي يتوهَّم أنه يحكمها، معلِّقًا على الصورة بأنه يعتزم الإعلان عن شيء مهم، وبالنتيجة فقد أعلن عن مشروع القبة الذهبية التي ستحمي بلاده من أي حرب مستقبلاً.

قمة شنغهاي، بالمشاركة المميزة في مستواها والدول المشاركة وأحجامها سياسيًا واقتصاديًا، والعرض العسكري الصيني في اليوم التالي، قالت بوضوح إن عالم القطب الواحد على وشك الانتهاء، وإن العدالة الدولية قد أُصيبت في الصميم طوال العقود الثلاثة الماضية.

لن تكون أوروبا، أو على الأقل كثير من الدول الأوروبية، في مقدمة مناهضي التقارب الشرقي هذه المرة رغم عضويتها في حلف شمال الأطلسي، بعد الإهانات التي تلقتها من الإدارة الأميركية الحالية بشأن الرسوم وكذلك بشأن موقفها من الحرب الروسية الأوكرانية.

استيقظت أوروبا متأخرة على ظلم الولايات المتحدة وإسرائيل للفلسطينيين وحقوقهم المشروعة. أعماهم التحالف مع الولايات المتحدة في الحرب الأوكرانية، وأدركوا متأخرين أن ما حل بغزة أبشع مما حل بهيروشيما وناجازاكي.

في المقابل، فإن قمة شنغهاي لم تنصف فلسطين وقضيتها ولم تكن بندًا ذا قيمة في جدول أعمالها. صحيح أن دول القمة تعترف بفلسطين منذ سنوات، إلا أنها لم تتخذ موقفًا مؤثرًا تجاه العدوان الإسرائيلي الوحشي على فلسطين وأهلها وقضيتها.

مشهدان لهما ما بعدهما. وحده السلوك الأميركي سيحدد مدى تسارع الأحداث الجيوسياسية حول العالم.

يبقى السؤال عمّا يمكن أن يفعله الأشقاء العرب إزاء الواقع الجديد، وما إذا كنا سنستفيد من صحوة عالمية وإن جاءت متأخرة.



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

21921 المؤيدين

21734 المعارضين

21692 المحايدين

محايد لا نعم