خدمة العلم.. الأردن يمتلك خياراته وقدرته على تعزيز مناعته الذاتية

في ضوء التحولات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة، يعيد الأردن إنتاج وإحياء القيم التي تأسست عليها الدولة، ليجعل منها الحاضنة ومستودع الوعي، بمواجهة الأطماع المتزايدة، ليكون عنوان إعادة العمل ببرنامج خدمة العلم الذي أعلنه سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، تأكيدا على أن هذا البلد يُبنى بسواعد أبنائه، وأن الخدمة في سبيله شرف لا يدانيه شرف.
ويأتي الإعلان بوصفه خطوة تؤكد قدرة الأردن على حماية سيادته وتعزيز مناعته الذاتية، وهي ليست مجرد استجابة للأحداث المتسارعة في المنطقة، بل تعبير عن إرادة قوية لحماية الوطن في ظل المتغيرات المتسارعة التي تكشف النوايا والأطماع الخبيثة وآخرها ما حملته تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول ما يسمى «إسرائيل الكبرى».
إن ما يجري في المنطقة يتطلب خطوات تعزز من قدراتنا الدفاعية والاستراتيجية، فالتهديدات الإسرائيلية لم تعد خفية، ما يستدعي منا الوقوف بحزم لمواجهتها، وخدمة العلم تشكل جزءاً من منظومة الدفاع الوطني، وتساهم في بناء قوة بشرية قادرة على رفد خزان الدولة في شتى المواقع، ما يعزز من متانة جبهتنا الداخلية، ويجعل شبابنا أكثر استعداداً لأي تطورات قد تطرأ على الساحة الإقليمية.
ومن المهم التذكير بأن قوة الوطن تكمن في وحدة أبنائه، وأن تضحيات جيشنا ستبقى الوصية الأبدية التي يكتبها التاريخ بدماء الأبطال، أولئك الذين قدموا أرواحهم دون تردد، ليكونوا حراس الحلم والأمل والمستقبل والبلاد، حاضرين في كل خطوة وفي كل لحظة من عز الوطن ومجده.
إن إعلان ولي العهد جاء ليقول لشباب الأردن، أنهم الأمل المنبعث في كل زاوية، وهم من يحملون راية المستقبل، وفي قلب هذا العنوان، يقف سمو الأمير الحسين، قدوة لهم في العطاء والعزيمة، مقتدياً بنهج سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني، مؤمناً بأن الوطن لا يبنى إلا بالوفاء ولا تحميه سوى الأيدي التي لا تتركه مهما اشتدت العواصف.