عار على الإنسانية

بهذه العبارة، وصف ملك بلجيكا فيليب، مشاهد ووقائع جرائم المستعمرة وما تفعله في قطاع غزة: «عار على الإنسانية»، وهو ما دفع وزير خارجية بريطانيا التي صنعت المستعمرة على أرض فلسطين قوله : « ما تفعله إسرائيل (المستعمرة) سيخل بمكانتها الدولية» ، وهو ما يتم حقيقة لدى الشعوب الأوروبية، ولدى الشباب الأميركي مما سبب القلق الإسرائيلي لوعي ويقظة شباب أميركا على حقيقة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، وحقيقة معاناة الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة في مواجهة المستعمرة وجرائمها.
البيان المشترك الذي بادرت له بريطانيا مع 25 دولة، حتى ولو اقتصرت على ما تضمنه البيان، بدون أن يكون مرافقاً أو مصحوباً لإجراءات عقابية من قبل هذه الدول، فهو مهم ومفيد في كشف المستعمرة وتعريتها بشأن ما يجري في غزة، ما دفع وزارة خارجية تل أبيب للتوقف أمام البيان ورفضه لأنه كما قالت: «منفصل عن الواقع».
البيان وقعته: بريطانيا، فرنسا، استراليا، النمسا، بلجيكا، كندا، الدنمارك، استونيا، فنلندا، ايسلندا، ايرلندا، إيطاليا، اليابان، لاتفيا، لوكمسبورغ، هولندا، النرويج، بولندا، البرتغال، سلوفينيا، اسبانيا، السويد، سويسرا والمفوضية الأوروبية، ورغم غياب الولايات المتحدة وألمانيا عن المشاركة، و عدم التوقيع على البيان، ولكن الذين شاركوا ووفعوا دول وازنة، وجميعها بلا استثناء تُعتبر «صديقة» للمستعمرة، وترتبط معها بعلاقات ومصالح مشتركة، ولذلك لا يمكن وصفه على أنه انقلاب من قبل هذه الدول لصالح فلسطين ضد المستعمرة، ولكنه خطوة مهما بدت متواضعة، ولكنها بداية تدريجية تراكمية ضد المستعمرة، لصالح فلسطين، ويعود ذلك إلى شراسة وهمجية وتطرف سلوك المستعمرة وسياساتها التوسعية، وإلى عدالة القضية الفلسطينية، ومشروعية مطالبها، و قانونية تطلعاتها.
بيان مجموعة الدول 25 يقول: «نحن الموقعين أدناه، نجتمع معاً للتعبير عن رسالة بسيطة عاجلة: « يجب أن تنتهي الحرب في غزة الآن، لقد بلغت معاناة المدنيين في غزة أعماقاً غير مسبوقة، نموذج توزيع المساعدات الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية خطير، ويحرم سكان غزة كرامتهم الإنسانية، ولذلك نُدين توزيع المساعدات على شكل تقطير، والقتل غير الإنساني للمدنيين، بمن فيهم الأطفال، أثناء محاولتهم الحصول على أبسط احتياجاتهم من ماء وغذاء، إن رفض الحكومة الإسرائيلية توفير المساعدات الإنسانية الأساسية للسكان المدنيين أمر غير مقبول.
ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى رفع القيود المفروضة على دخول المساعدات فوراً، والسماح العاجل للأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية غير الحكومية، بالقيام بعملها المنقذ للحياة بأمان وفعالية.
نحن مستعدون لاتخاذ خطوات إضافية لدعم وقف فوري لإطلاق النار، ووضع مسار سياسي يفضي إلى الأمن والسلام لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة بأسرها».
بيان سياسي إنساني له قيمة وأثر، وإن كان متأخرا، ومتأخرا جداً من دول لها تأثير على الصعيد الدولي، وسيترك البيان مكانة في ظل المعطيات القائمة التي غالباً ما تتجاهل معاناة الفلسطينيين، وهذا ما يجعل البيان ذا أثر في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، غير المتكافئ، بين الاستعمار والشعب الذي يتعرض لكل أنواع الظلم من هذه المستعمرة.