2025-07-14     عدد زوار الموقع: 5990205

اشتباك تفاوضي مفتوح

لا تزال معركة مفاوضات الدوحة غير المباشرة بين وفدي المستعمرة، وحركة حماس متعثرة، ودلالة ذلك عدم مشاركة الموفد الأميركي ستيف ويتكوف، الذي لم يذهب، ولم يشارك، طالما لم تصل المفاوضات إلى تفاهمات جوهرية، يتوجها ويتكوف، بالنجاح لاعطاء الرئيس ترامب فرصة الزهو والاعلان عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى عبر عملية التبادل.
تعقيدات المفاوضات سواء نحو القضايا الجوهرية، أو العناوين الإجرائية، وحساسيتها لدى طرفي الصراع، أنها تؤشر على نتائجها، والصفة التي سيعلنها كل طرف، حول إنجازاته ونجاحه وتفوقه، وصولاً نحو كلمة الانتصار لطرف والهزيمة إلى الطرف الآخر. 
المعركة في الميدان لم تكن حاسمة لصالح أي منهما: 
حكومة المستعمرة أخفقت في العناوين الجوهرية: 
أولاً: إخفاقها في معرفة التخطيط المسبق، وتنفيذ عملية 7 أكتوبر 2023، حيث شكلت لكل مؤسسات المستعمرة: 1- الجيش، 2- المخابرات الداخلية، 3- المخابرات الخارجية، 4- الاستخبارات العسكرية، الاخفاق ودفع قادتها الثمن بالاقالة أو الاستقالة أو التغيير، بما فيهم وزير الجيش يوأف جالنت. 
ثانياً: فشلت وأخفقت قوات المستعمرة وأجهزتها في معالجة تداعيات معركة 7 أكتوبر، والاجتياح الإسرائيلي إلى قطاع غزة، واحتلاله بالكامل دون تحقيق الأهداف المرسومة للحرب والهجوم والاجتياح وهي: 1- إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بدون عملية تبادل، 2- إنهاء فصائل المقاومة وتصفيتها، إضافة إلى الهدف الثالث غير المعلن رسمياً تقليص عدد أهالي قطاع غزة بالقتل أو الطرد أو التشريد. 
تمكنت قوات المستعمرة من اغتيال العديد من قيادات المقاومة الفلسطينية السياسية والأمنية والعسكرية، ولكنها أخفقت في إنهاء صمودهم ومقاومتهم، ومواصلة تمكنهم من تحقيق ضربات موجعة لقوات الاحتلال. 
أخفقت المستعمرة ولكنها لم تُهزم، ولكن الاخفاق والفشل هو أحد مظاهر الهزيمة ومقدماتها وعناوينها.
المقاومة الفلسطينية وشعبها دفعوا أثماناً باهظة غير مسبوقة بالقتل والتدمير، ولكنها حققت نجاحات في مسألتين جوهريتين هما: 
أولاً: عملية 7 أكتوبر التي نفذتها حركة حماس وسجلت مفاجأة ناجحة، سقط خلالها 1200 قتيل إسرائيلي، وأُسر 250، وهي أرقام غير مسبوقة في تاريخ المستعمرة وحروبها.
ثانياً: صمودها طوال أشهر المواجهة، إلى الآن، رغم الضربات الموجعة التي وجهت إليها، ولكنها تمكنت من الصمود، بل وحافظت على قدرتها في توجيه ضربات موجعة للعدو. 
صحيح أن المقاومة صمدت، ولكنها لم تنتصر بعد، حيث إن المعركة مازالت متواصلة، ولكن الصمود هو أحد مظاهر الانتصار ومقدماته.
 ولذلك وبسبب هذه الحصيلة وهي غياب النتائج الحاسمة، لأي منهما في الانتصار أو الهزيمة، مازالت معركة المفاوضات السياسية معقدة وشائكة، ولم تصل إلى نتائج حاسمة، انعكاساً لعدم الحسم على الأرض وفي الميدان، ويسعى كل طرف أن يحقق أهدافاً لم يتمكن من تحقيقها في الميدان وعبر الاشتباكات المسلحة، وسيبقى الاشتباك السياسي التفاوضي مفتوحاً طالما أن الاشتباك العسكري الأمني لم يتوقف ولم يتمكن من تحقيق نتائج حاسمة لأي منهما.



شارك الخبر

استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

18625 المؤيدين

18394 المعارضين

18333 المحايدين

محايد لا نعم