مختصون: الطيران منخفض التكاليف عنصر فاعل لنمو السياحة وزيادة الدخل
اللحظة الاخباري -
قال مختصون وعاملون في القطاع السياحي، إن دخول شركات الطيران منخفض التكاليف إلى السوق الأردني خلال السنوات الأخيرة أحدث نقلة نوعية في حركة السياحة الوافدة، لا سيما من الأسواق الأوروبية، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على زيادة أعداد السياح والدخل السياحي وارتفاع نسب الإشغال الفندقي بمختلف الوجهات السياحية بالمملكة.
وأكدوا، أن الطيران منخفض التكاليف أصبح احد أهم أدوات دعم النمو السياحي في الأردن، لما يوفره من خيارات سفر ميسرة وبأسعار مناسبة، مؤكدين أهميته في تعزيز جهود الترويج السياحي للمملكة، وزيادة ربط الأردن بشبكة أوسع من المدن العالمية، ما أسهم في توسيع حضورها على خريطة السياحة العالمية وتسهيل الوصول إليها.
وأوضحوا، أهمية الطيران المنخفض التكاليف في استقطاب شرائح أوسع من المسافرين من مختلف الأسواق السياحية، ودوره في تنشيط الحركة السياحية بالمحافظات ورفع الطلب على الخدمات المساندة كالنقل والمطاعم والحرف التقليدية، مؤكدين ضرورة استمرار الدعم وتوسيع التعاون بين هيئة تنشيط السياحة وشركات الطيران لضمان استدامة هذه الرحلات وتعظيم أثرها في تعزيز تنافسية المنتج السياحي الأردني ودعم الاقتصاد الوطني.
وقال إبراهيم الكردي من كلية السياحة والفندقة في الجامعة الأردنية فرع العقبة، إن الطيران منخفض التكاليف أسهم بشكل ملحوظ في توسيع قاعدة الأسواق السياحية المستهدفة للأردن، إذ مكن المملكة من الوصول إلى شرائح جديدة من المسافرين، لا سيما فئة الشباب والعائلات ذات الدخل المتوسط الباحثين عن السفر إلى الوجهات السياحية بتكلفة تناسبهم.
وأضاف، أن المملكة شهدت خلال السنوات الأخيرة نموا واضحا في أعداد الزوار القادمين عبر شركات الطيران منخفض التكاليف مثل "ريان إير" و"إيزي جت"، حيث انعكس هذا النمو إيجابا على حركة الطيران إلى المدن الأردنية الكبرى مثل عمان والعقبة وساهم في تنشيط الحركة السياحية الداخلية بين المواقع السياحية والتراثية، إذ بات الوصول إلى الأردن أسهل وأسرع وأقل كلفة.
وبين الكردي، أن الطيران منخفض التكاليف أصبح أداة ترويج للمملكة، إذ يمنح وجود الأردن ضمن وجهات هذه الشركات حضورا متكررا في أنظمة الحجز الإلكتروني والمواقع السياحية العالمية، ما يعزز الصورة الذهنية الإيجابية عن الأردن كوجهة يسهل الوصول إليها وتناسب مختلف الميزانيات، كما أسهمت الحملات الترويجية المشتركة بين هيئة تنشيط السياحة وشركات الطيران منخفض التكاليف في رفع الوعي بالمنتج السياحي الأردني لدى شرائح واسعة من الأوروبيين.
من جهته، قال المستثمر بالقطاع السياحي وعضو لجنة السياحة في غرفة تجارة الأردن أسامة أبو طالب، إن عودة تشغيل شركات الطيران منخفض التكاليف إلى الأجواء الأردنية ستسهم في رفع نسب الإشغال في الفنادق والمخيمات وتنشيط الحركة السياحية وتفتح العديد من الأسواق السياحية الجديدة أمام المملكة.
واوضح، أن هذا النوع من الطيران، خصوصا القادم من أوروبا نحو عمّان والعقبة، يشكل عاملا رئيسيا في تحفيز الطلب على الإقامة في الفنادق المتوسطة والمخيمات في المثلث الذهبي، مؤكدا أهمية استمرار رحلات الطيران منخفض التكاليف عبر مطار الملك حسين الدولي على مدار العام لضمان استدامة الحركة السياحية.
وأشار أبو طالب، إلى أن الطيران منخفض التكاليف لا يسهم فقط في زيادة أعداد الزوار، بل يؤثر أيضا على مدة الإقامة والإنفاق، إذ تقل التكلفة الإجمالية للسفر، ما يسمح للسائح بتخصيص جزء أكبر من ميزانيته للأنشطة داخل المملكة وتمديد فترة إقامته، مبينا أن الربط الجوي المباشر بأسعار تنافسية يعزز من جاذبية الوجهة الأردنية ويزيد من إنفاق السائح، شريطة أن تتكامل التجربة السياحية مع جودة الخدمات والبرامج المقدمة.
وأكد، أن إدخال الطيران منخفض التكاليف إلى السوق الأردني يشكل فرصة استراتيجية لتعزيز تنافسية القطاع، لكنه يتطلب تنسيقا وتكاملا بين الجهات المعنية لعقد اتفاقيات ترويج مشتركة وتطوير العروض السياحية وربط النقل الجوي بالبري لضمان تجربة متكاملة تجعل الأردن وجهة عالمية متجددة ومستدامة.
بدوره، قال رئيس جمعية ادلاء السياح أيمن عمر، إن الطيران منخفض التكاليف، أتاح المجال لقدوم أعداد متزايدة من الزوار من مختلف الأسواق، وفتح الباب أمام فئات وشرائح جديدة من السياح الذين كانوا يجدون صعوبة في زيارة المملكة سابقا بسبب ارتفاع كلف رحلات الطيران، ما أسهم في تنشيط الوجهات السياحية وزيادة الإقبال على البرامج والجولات التي يقدمها العاملون في القطاع.
وأضاف، أن زيادة أعداد الزوار القادمين عبر رحلات الطيران منخفض التكاليف تنعكس إيجابا على مختلف مكونات القطاع السياحي، إذ يستفيد منها الأدلاء السياحيون وخاصة الادلاء المحليين، من خلال زيادة الطلب على خدماتهم في الجولات السياحية والتفسير الثقافي للمواقع الأثرية والتراثية، خاصة في المحافظات التي تشهد نموا متسارعا في أعداد الزوار مثل العقبة والبترا وجرش وعجلون.
وأشار عمر، إلى أن هذا النوع من الطيران يخلق فرص عمل جديدة ويعزز نشاط مشغلي السيارات السياحية، والفنادق والمطاعم، ما ينعكس بدوره على الاقتصاد المحلي والمجتمعات المحلية المضيفة، مبينا أن استمرار هذا النوع من الرحلات يسهم في تحقيق الاستدامة السياحية من خلال توزيع الحركة على مختلف الوجهات وتوسيع قاعدة المستفيدين من الدخل السياحي.
من جانبه، قال أستاذ السياحة وإدارة الضيافة في جامعة اليرموك الدكتور حكم شطناوي، إن طبيعة الرحلات منخفضة التكلفة تشجع عادة على الزيارات التي تمتد من ثلاثة إلى خمسة أيام، لافتا الى أن بيانات هيئة تنشيط السياحة تشير إلى أن عدد السياح القادمين عبر هذه الرحلات بلغ نحو 100 ألف سائح خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، ما انعكس بارتفاع الإيرادات السياحية بنسبة 11.9 بالمئة رغم التحديات الجيوسياسية في المنطقة، واسهم بتعزيز الحركة السياحية نحو مواقع رئيسية مثل البترا ووادي رم والبحر الميت والعقبة.
وأوضح ، أن استدامة رحلات الطيران منخفض التكاليف وتعزيز تنافسيتها تتطلب بيئة تنظيمية مستقرة وواضحة تشمل تسهيلات في الهبوط والإقلاع ومرونة في الرسوم والضرائب المطبقة على شركات الطيران"، مؤكدا أهمية تطوير البنية التحتية للمطارات في عمان والعقبة إلى جانب تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص في الترويج للأردن في الأسواق الأوروبية والشرق أوسطية وتنويع الوجهات وربط مزيد من المدن الأوروبية بالمملكة لتوسيع قاعدة المسافرين مع الحفاظ في الوقت نفسه على جودة الخدمات الأساسية ومعايير السلامة والانضباط التشغيلي.
وأعلنت شركة الطيران منخفض التكاليف "رايان إير"، أكبر شركة طيران في أوروبا، الأسبوع الماضي عن إطلاق جدول رحلات شتوي موسع إلى عمان يتضمن أكثر من 300 ألف مقعد على متن رحلاتها من 18 وجهة تربط الأردن بـ 12 دولة أوروبية، بينها النمسا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.







