زمن التوجيهي الجميل

اللحظة الاخباري -
نبيل عماري
زمن التوجيهي هو زمن الزمن الجميل في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، كان يستغرق تقديم الامتحان أسبوعا وعلى فترة واحدة، وفي عام 1978 تم عمل الامتحان على فترتين شتوية وصيفية. وفي تلك الأجواء والتي بها راحة نفسية للطالب تنجز الامتحانات في أسبوع لا دروس خصوصية، وأغلبية الأمهات لا تعرف متى قدم أبناؤهن الامتحان ومتى أنهوا ولا ينتظرون بناتهم وأبناءهم خارج قاعات الامتحان، وقبل الامتحان يتم شراء قلم باركر أو قلم شيفر لغايات الحبر سائل يعبأ بحبر أسود من قاعة الامتحان ويأخذ رقما لغايات دخول الامتحان ويتم تحديد القاعة والتي يتم الامتحان بها وأغلب الامتحانات تكون إما في الثامنة والنصف صباحا او التاسعة، وتمشي الامتحانات بسلاسة ومرونة، ويوم النتائج فهو يوم انتظار وترقب وراديوهات مفتوحة على مصراعها، وغالباً ما تكون النتائج بالصيف والكل ينتظر سماع اسمه من الراديو الكبير المركون في صحن البيت، أو راديو الترانزستر أبوجلدة نوع ناشيونال المفتوح على مصراعيه بمحلات البقالة « الدكاكين «، ويخرج صوت عبد الحليم حافظ يغني «الناجح يرفع إيده... وحياة قلبي وأفراحة»، ويبدأ المذيع بقرأة النتائج، قد يكون جبر حجات أو تركي نصار وموسى عمار ومحمود أبو عبيد وصالح جبر أو غيرهم، فيقرأ اسماء الناجحين من مدرسة الزرقاء الثانوية قصر شبيب بنين، مدرسة الرملة الثانوية بنات، ويعد الأسماء اسما يتلوه بتمعن او مدرسة ضرار بن الازور بنين، ام سكينة بنت الحسين بنات، ويتعب المذيع ويتناول قسطاً من الراحة، ويعود عبد الحليم حافظ للغناء «وهناه بمسا وصباحو» ويعود لقرأة الأسماء وتشنف الآذان لسماع نجاح ابنهم أو بنتهم على أنغام أغنية عبد اللطيف التلباني «افرحوا ياحبايب لفرحنا النمر اهي بانت ونجحنا عقباله يارب نقول هالو كل اللي حيقعد مترحنا»، بعدها تبدأ الزغاريد والمهاهات وتفرح العائلة/ والحارة تنزل حبات السلفانا والناشد وتوفي الدانتي كزخ المطر، الكل يتراكض لنيل حبة توفي السوس من توفي دانتي، كذلك والماكنتش الأصلي والذي كان يجلب من النافي، وملبس الحامض حلو وحبات البقلاوة بفرضتها الكبيرة، والتي توزع حلوان النجاح، بينما حبات الفصيلية والملبس ع لوز تنزل كزخات فرح بالشارع وكل الراديوات شغالة، وفرح وسعادة وكذلك أغنية سهام الصفدي «ولفي ناجح يا يما رايح أهنيه» ..... الفرحة كانت كبيرة بالنجاح، وكذلك يتم توزيع زجاجات الكازوز البارد فرحاً بالنجاح من ببسي وكراش وأورنجو، في كرنفال جميل كان يبدأ وقت ظهور النتائج وينتهي بسهرة على السطوح وسدور الكنافة القادمة من محلات القاضي عند حسبة الزرقاء هو وحلويات نابلس الحشوش، ويأتي دور الجرايد والتي تصدر نسخة ملحق بأسماء الناجحين ومن تلك الجرائد الرأى، والدستور، والدفاع، وعمان المساء، وتباع بضعف سعرها الأصلي وما زال التلباني يغني.
«دا العلم في ايدنا سلاح وما فيهش النوبة سماح ويا رب تزيدنا نجاح».
هدايا ونواقيط التوجيهي والمترك زمان
ومثلما تتوحد البيوت الأردنية فى القلق يوم إعلان نتيجة الثانوية العامة « التوجيهي « أو المترك ، فأنها تتوحد بالفرح والزغاريد ورش حبات التوفي والملبس وفتح الراديو على الآخر، لسماع أغنية عبد الحليم وحياة قلبي وأفراحوا، وكذلك أغنية عبد اللطيف التلباني افرحوا يا حبايب لفرحنا وتتحول الحارات كلها إلى خلية نحل، البيوت التى لديها ابن فى الثانوية العامة تتجهز لاستقبال المهنئين يحضرون زجاجات الكازوز البارد من ببسي أو أورانجو وكراش، وكذلك شراب الفزز أو الليموناضة البيتية، وحبات البقلاوة ذات الفرضة الكبيرة وشوكلاطة سلفانا أو توفي الناشد، أو يولمون لعزومة كبرى كل حسب إمكانياته، أما البيوت التي تخلو من طالب فى الثانوية العامة فتستعد لمجاملة البيوت الناجحين من أقارب وجيران، يجهزون «هدية النجاح» وهي كالتالي
1- هدية نقدية من 3 دنانير إلى 5 دنانير
2- صفط ناشد مع 2 كيلو تفاح
3 صفط شوكلاطة ركس أو سلفانا
4- علبة توفي دانتي أبو تنكة حمراء
5- علبة بسكويت انجليزي حديدي مربع لونه أزرق
6- قميص سي جي سي مع كرافته
7- جرزاية صوف إنجليزي
8- قطعة قماش بدلة جوخ إنجليزي قبردين
9- ساعة يد جوفيال أو سيكو أو أومكس
10- شنطة كبيرة لغاية السفر
11- أزرار قميص معدني ذهب
12- خاروف أبو لية
13- زجاجة عطر مثل باكو ربان او الشبراويشي 555 او مجموعة بلاك جاك وتباك واولد اسبايس وبروت
14- 6 دجاجات مع كبدها والقوانص لعمل عشاء مقلوبة.