2025-09-20     عدد زوار الموقع: 6092596

جزر الواق واق.. حقيقة أم أسطورة؟ رحلة في أغرب حكايات التراث الجغرافي العربي

هنا وهناك
نشر 2025-07-06 17:02:27
2463
شارك الخبر

اللحظة الاخباري -

  • جزر الواق واق.. أسطورة عربية غامضة بين الخيال والجغرافيا المفقودة"

 في زوايا التراث العربي القديم، وبين صفحات كتب الجغرافيا العتيقة وحكايات ألف ليلة وليلة، تبرز "جزر الواق واق" كواحدة من أكثر الأماكن غموضاً وإثارة للدهشة.

هي ليست دولة ذات حدود معترف بها، بل أرض أسطورية شغلت عقول الرحالة والجغرافيين لقرون، ورسمت في المخيلة صورة عن عالم عجائبي يقع في أقاصي الأرض.

فما هي قصة هذه الجزر، وكيف نسجت حولها الأساطير، وما حقيقة وجودها؟

الواق واق في كتب التاريخ والجغرافيا

ظهر ذكر "الواق واق" لأول مرة في كتاب "صورة الأرض" للجغرافي الشهير ابن حوقل في القرن العاشر الميلادي، ومنذ ذلك الحين، أصبحت اسماً متداولاً في الأدب الجغرافي العربي. وصفها الجغرافيون مثل الإدريسي والقزويني وابن الوردي، وظهرت على خرائطهم كجزر تقع في أقصى شرق آسيا، أحياناً قرب الصين أو اليابان، وأحياناً أخرى قبالة سواحل أفريقيا الشرقية.

هذا التضارب في تحديد الموقع الجغرافي كان السمة الأبرز التي أحاطت بالأسطورة، مما زادها غموضاً.

وكان أبرز وصف للواق واق هو ارتباطها بشجرة غريبة تحمل ثماراً تشبه رؤوس النساء أو البشر، تتدلى من شعورها وتصرخ بصوت "واق.. واق" عند هبوب الريح أو عند قطافها، ومن هنا جاءت التسمية. وقد ذهبت بعض الروايات، كما في حكايات ألف ليلة وليلة، إلى أن هذه الجزر كانت غنية بالذهب والعجائب، ومأهولة بالنساء فقط وتحكمها ملكة.

محاولات تفسير الأسطورة

اختلف الباحثون والمؤرخون في تفسير أصل حكاية الواق واق، وانقسموا بين عدة نظريات:

تحريف لاسم حقيقي: يرى بعض المؤرخين أن "الواق واق" قد تكون تحريفاً لاسم مكان حقيقي وصل إلى مسامع التجار والبحارة العرب بشكل مشوه.

من أبرز النظريات أنها قد تكون إشارة إلى "وا-كوكو" (Wakoku)، وهو اسم قديم كانت الصين تطلقه على اليابان.

كما يعتقد آخرون أنها قد تكون إشارة إلى مدغشقر أو جزر إندونيسيا، حيث كانت بعض الطيور أو قرود الليمور تصدر أصواتاً فُسرت بشكل خيالي.

أسطورة مستوحاة من الواقع: نظرية أخرى تربط الأسطورة بالواقع، وتقترح أن حكاية الشجرة التي تحمل ثماراً بشرية قد تكون وصفاً خيالياً لفاكهة استوائية كبيرة وغير مألوفة، أو ربما لثمار جوز الهند التي يراها البعض تشبه الوجوه البشرية عند تقشيرها.

رمز للعالم المجهول: يرى الفريق الثالث أن "الواق واق" لم تكن مكاناً محدداً على الإطلاق، بل كانت رمزاً لكل ما هو غريب وعجائبي ومجهول في أقاصي العالم المعروف آنذاك.

كانت تمثل "الآخر" البعيد، وتجسيداً للمخاوف والأوهام التي كانت تحيط بالبحار المجهولة والأراضي التي لم يصلها العرب بعد.

إرث باقٍ في الذاكرة

في نهاية المطاف، سواء كانت "الواق واق" تحريفاً لاسم اليابان، أو وصفاً خيالياً لجزيرة أفريقية، أو مجرد رمز للعالم المجهول، فإنها تبقى جزءاً أصيلاً من التراث الثقافي والجغرافي العربي. هي ليست مجرد حكاية خرافية، بل شاهد على سعة خيال الإنسان، وشغفه بالاستكشاف، ومحاولاته الدائمة لفهم وتصوير العالم من حوله، حتى لو كان ذلك عبر نسج الأساطير.

لقد اختفت "الواق واق" من خرائطنا الحديثة، لكنها لا تزال حية في ذاكرة التاريخ كأرض للعجائب والغموض.



أخبـــار ذات صلة

الترخيص المتنقل "المسائي" للمركبات بلواء بني كنانة غدا

منذ 11 ساعة

بلدية إربد تبدأ بإزالة إشارة "زاخو" السبت

منذ 1 يوم

محافظة عجلون تضع خطة طوارئ استعدادا للموسم الشتوي

منذ 2 يوم

ضبط اعتداءات في جنوب عمّان وبرقش ومأدبا وإربد لتعبئة صهاريج وبيع المياه

منذ 2 يوم

حماية بيئة معان تكثف حملاتها.. 69 زيارة تفتيشية ورقابية خلال 6 أشهر

منذ 2 يوم

صندوق التنمية والتشغيل في اربد يمنح قروضا بقيمة 2.3 مليون دينار

منذ 2 يوم


استطلاع الأراء
هل تؤيد رفع اسعار الدخان وفرض ضريبة ؟

22831 المؤيدين

22658 المعارضين

22613 المحايدين

محايد لا نعم