اللحظة الاخباري -

أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء قبل اجتماعات وزراء خارجية دول الحلف، أن القمة المقبلة في لاهاي ستركز على تعزيز الدفاع الجماعي، الذي يشكل أساس الناتو وأولويته القصوى.

وأوضح روته أن وزراء الخارجية سيجتمعون يومي الخميس والجمعة؛ لمناقشة القضايا الأمنية الملحة، مشيرًا إلى أن هذه الاجتماعات تأتي في وقت حرج للأمن المشترك، حيث تواجه الدول الأعضاء تحديات تفوق قدرة أي دولة على التعامل معها بمفردها.

وأشاد روته بالرئيس الأميركي دونالد ترامب لدوره في كسر الجمود السياسي، ودعم الجهود الأميركية الرامية لإنهاء الحرب بشكل عادل ودائم، وبجهود المملكة المتحدة وفرنسا ودول أخرى في المساهمة لضمان تحقيق سلام مستدام عندما يحين الوقت.

وكشف أن دول الناتو تعهدت بتقديم أكثر من 20 مليار يورو كمساعدات أمنية لأوكرانيا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، مؤكدًا أن القيادة المركزية للحلف في فيسبادن تواصل تنسيق عمليات تسليم المعدات الأمنية وبرامج التدريب للقوات الأوكرانية.

وشدد روته على أن التهديد الروسي لا يزال قائمًا، حيث تعزز موسكو تعاونها مع الصين وإيران وكوريا الشمالية، مما لا يؤثر فقط على أوكرانيا، بل يشكل خطرًا على الحلف والعالم أجمع. وأكد أن بعض الأطراف تحاول زعزعة استقرار المجتمعات من خلال هجمات إلكترونية، تخريب للبنية التحتية تحت سطح البحر، ومحاولات اغتيال.

تعزيز الإنفاق الدفاعي

قال الأمين العام، إن الناتو يعيش في عالم مليء بالمخاطر، مما يستدعي بناء حلف أقوى وأكثر عدالة وفتكًا، مضيفا: "هذا هو سبب اجتماع وزراء الخارجية هذا الأسبوع؛ لضمان توافقنا والعمل بفاعلية نحو هدفنا المشترك".

وأشار إلى التدريبات العسكرية المستمرة لضمان جاهزية القوات، معربًا عن امتنانه للجنود الذين يخدمون يوميًا في صفوف الحلف، كما أعرب عن حزنه العميق لفقدان أربعة جنود أميركيين خلال تدريبات في ليتوانيا هذا الأسبوع، مشيدًا بروح التضامن التي تجلت في عمليات البحث والإنقاذ التي شارك فيها أميركيون، ليتوانيون، بولنديون، وإستونيون.

وأكد روته أن الحلف يسير نحو بناء تحالف أكثر قدرة من خلال استثمارات كبيرة في مواجهة التهديدات، موضحا أن العديد من الدول الأعضاء زادت إنفاقها الدفاعي بمعدلات غير مسبوقة منذ عقود، متوقعًا مزيدًا من الإعلانات بهذا الشأن خلال الفترة المقبلة.

وأضاف أن الوزراء سيناقشون كيفية ضمان استمرار هذا التوجه، بالإضافة إلى السبل الكفيلة بزيادة الإنتاج الدفاعي على جانبي المحيط الأطلسي، وتسهيل التعاون في مجالات الابتكار والشراكات.

وأوضح روته أن هذه القضايا ليست حكرًا على الحلفاء في الناتو، بل سيتم التباحث فيها مع الشركاء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وأوكرانيا، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، التي ستشارك في الاجتماعات على مدار يومين.

وأضاف: "شركاؤنا يقدمون مساهمة أساسية لأمننا المشترك من خلال تبادل الرؤى والخبرات والمعرفة".

وفي اجتماع مجلس الناتو-أوكرانيا المرتقب غدًا، سيستمع الوزراء إلى وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، الذي سيقدم تحديثًا حول الوضع الميداني في بلاده ورؤيته لتحقيق سلام عادل ودائم.

واختتم روته حديثه بالقول، إن جميع هذه الجهود ستشكل جزءًا من الفصل الجديد الذي سيبدأه الحلف في قمة لاهاي بشهر حزيران المقبل، مضيفا: "أولوياتنا واضحة: نحن نبني تحالفًا أقوى وأكثر عدالة – وهذا هو ما نحتاجه لضمان مستقبلنا".