صدور مجموعة قصصيّة للروائي الجزائري إسماعيل يبرير
اللحظة الاخباري -
صدرت المجموعة القصصيّة الجديدة للروائي الجزائري إسماعيل يبرير “مدار الكلب” عن دار صفصافة للنشر بالقاهرة، وهي المجموعة التي اشتغل فيها الكاتب على مدار 112 صفحة على ابتكار عوالم متقاطعة حول الإنسان وقيمه الجمالية والأخلاقية وأسئلته الوجودية، حيث تقوم الحكايات على مشاهدات للحيوانات وتحكى على لسان بعضها، كما تستنطق الكائنات مثل الأشجار والورق وغيرها.
تكوّنت المجموعة من تسع قصص توزّعت بين ضميري المتكلم والمخاطب، وهي: “الطاحونة”، “محفل الممكن”، “الفأر الذّهبي”، “رجل في الرّابعة مساء أو صباحا”، قبّعة الغريب”، “إنقاذ الشجرة المخطوفة”، عازف الورق”، “عائلة بيتشو الشريدة”، “التباس ألماني”، وفي أغلب القصص يوجد مساحة للألفة بين الإنسان والحيوان وبين محيطه، حيث يتحوّل الصراع حول الفضاء والوقت والمصير إلى حالة دائمة. وتقوم القصص على اختبار الحالات النفسيّة لشخوصها، حيث تتأمّل العلاقات الإنسانية، وكيف ينظر الناس إلى بعضهم وما يدور في الدّواخل، وعلى عادة الكتابة عند يبرير تم إفراد مساحة مهمّة للحبّ والتسامح والحوار.
وجاء في عتبة المجموعة مقولة “ثمّة دائما كلب في الحكاية!” وهو ما يتحقّق عبر النصوص التي تستضيف كلابا في أدوار مختلفة، فيما يشبه تحوّلات هذا الكائن الذي يعيش مع الإنسان، وهي مقولة تحمل رمزيّة لما تحتمله القصص من قراءات، ولا تخلو المجموعة من طرح أوهام بشرية مكرّسة نحو الحيوان أو نحو بعض، ويبرز في القصص الثنائيات المدروسة بدقّة بين الفأر والقط والشيخ والعجوز وغيرهما، كما يمكن العثور على السلحفاة والعصفور والنملة والشجرة وحتّى الآلات وكائنات أخرى، كلها في مدار الكلب التي تستثمر أيضا في الحركة.
ودوّن الناشر على ظهر غلاف الإصدار: “في مجموعته القصصية الجديدة، يأخذنا المبدع إسماعيل يبرير في رحلة من نوع خاص، رحلة في مدح الكلاب والبشر والكائنات كلها.
قصص غاية في الصدق، يغوص بنا داخل نفسيات الأبطال، لنراهم في وصف خارجي، وتحليل داخلي، تمكن منه الكاتب في لغة ثرية ووصف يجعلنا نعايش الأحداث كأننا نراها. ينتقل من لسان البشر إلى لسان الحيوان ببساطة وتمكن، دون أن نستشعر غرائبية ما يحدث، كأنه معتاد وتقليدي. نتوقف لنتفكر قليلاً في تلك الدفقات الإنسانية المليئة بالرّهافة، الممزوجة بحب الحيوانات والأشجار والطبيعة، لنخلص لنتيجة واحدة، ألا وهي أن العالم بكل ما يحويه من كائنات هي منظومة واحدة متكاملة،وإن اختلفت فيها أدوارنا.”
وتعدّ هذه ثاني مجموعة قصصية للروائي الجزائري إسماعيل يبرير بعد “كأشباح ظريفة تتهامس” التي صدرت قبل ثلاث سنوات، وقد قدّم عديد الأعمال الروائية التي حقّقت انتشارا واسعا في الوطن العربي على غرار “مولى الحيرة” و”وصيّة المعتوه” و”باردة كأنثى” وغيرها، كما عرف بالمساهمة في المسرح والشّعر بأعمال لافتة، وبمشواره الصحفي في الجزائر وخارجها، بالإضافة إلى إنتاجه في المجال ومشاركاته في المجال الأكاديمي والبحثي، وقد حاز إسماعيل يبرير عدة جوائز أدبيّة محلية وعربيّة في الرّواية والمسرح.
تتوفر المجموعة في صالون الجزائر الدولي للكتاب شهر نوفمبر المقبل، وفي مواعيد الكتاب ومعارض الكتاب الدولية العربية.