المدافع الكهرومغناطيسية بوصفها السلاح الذي قد يغيّر قواعد اللعبة في العالم
اللحظة الاخباري -
شهدت تقنية #المدافع الكهرومغناطيسية (
Railguns)، التي ابتكرها المهندس الفرنسي أندريه لويس أوكتاف فوشون فيليبلي لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى، أكثر من قرن من النجاح المحدود. وعلى الرغم من الجهود المبذولة من دول مثل #الصين واليابان والولايات المتحدة، واستثمار البحرية الأميركية بكثافة في المدافع الكهرومغناطيسية، فإن ال#تكنولوجيا لا تزال في مرحلة البحوث والتطوير.يتألّف المدفع الكهرومغناطيسيّ من جهاز قادر على دفع الأجسام وتحريكها وإيصالها إلى سرعات عالية جداً، ويحتوي على مجموعة من النواقل الكهربائية المتوازية، تُسمّى القضبان، التي يمرّ عبرها تيار كهربائيّ يتمتع بقوّة مرتفعة، ممّا يُتيح إمكانية استعماله في توليد حقل مغناطيسي موجّه وفائق الشدّة. بقول آخر، يستخدم هذا ال#سلاح القوة الكهرومغناطيسية لإطلاق مقذوفات بسرعة عالية، قد تصل إلى تجاوز سرعة الصّوت، من دون استخدام موادّ ذات طابع انفجاريّ في تلك العملية [على غرار ما يحصل في المدافع والصواريخ التقليديّة]. ووفق قوانين الفيزياء، تمتلك الأجسام المتحرّكة قوة بحدّ ذاتها، ممّا يعني أن الأجسام المندفعة بسرعة تفوق الصوت تُلحِق بحدّ ذاته الضرر والدمار بالهدف الذي تصيبه، حتى لو لم تحتوِ على متفجرات.
لماذا يواجه تطوير المدفع الكهرومغناطيسي عقبات هائلة؟
في الحرب العالمية الأولى، وضع المهندس الفرنسي فوشون فيليبلي تصميماً لمدفع كهربائي يمكنه إطلاق مقذوف يصل إلى مسافة أبعد ممّا كانت تبلغه الذخائر المستعملة في ذلك الوقت. ولفت ذلك المفهوم انتباه ال#جيش الفرنسي، الذي كان يبحث عن سلاح يُمكنه منافسة المدافع طويلة المدى. وتحت إشراف وزاريّ، في العام 1918، كُلِّف فوشون فيليبلي بتطوير مدفع كهربائيّ، ولكن الحرب انتهت قبل أن يتمكّن من إتقان تصميمه. وبعد أكثر من قرن، لم يحقق تطوير تلك الأسلحة سوى نجاح محدود.
وقد فشل عدد من هذه الجهود بسبب مشكلات القوة والمتانة التي لم يتمكّن حتى أكثر المهندسين تقدّمًا من التحايل عليها.
تشكّل ال#طاقة المطلوبة لتشغيل ذلك السلاح إحدى أبرز العقبات التي تواجه تطويره بالشكل المطلوب. ومنذ تصوّره لأوّل مرّة، تمثَّلت المشكلة الأساسيّة في الحصول على الطاقة الكافية لإطلاق المقذوف بطريقة محكَمَة وموثوقة. فقد يتطلّب المدفع الكهرومغناطيسي تياراً كهربائياً بقوة ملايين الأمبيرات لإنشاء المجال المغناطيسي المطلوب لإطلاق المقذوف. آنذاك، تجاوز ذلك الشرط، بصورة مؤكّدة، كلّ قدرات الجيش الفرنسي.
حتى اليوم، لا تزال هذه العقبة تشكِّل حاجة يجب التغلب عليها. قد توفر المفاعل النووية الطاقة المطلوبة، وإن كان هذا مجرّد جزء من المشكلة في مسألة المدفع الكهرومغناطيسي؛ وهناك قضية الحرارة، التي يمكن أن تلحق الضرر بسطح القضبان، فيما يجري استكشاف خيارات لتبريد القضبان. لكن السلاح الذي لا يمكن إطلاقه مرارًا وتكرارًا من دون إتلاف منظومته كلّها ليس شيئًا يرجح أن يتبناه أيّ جيش.
استثمار صيني وتجاهل أميركي
في هذا الإطار، يُروّج أن الصين واليابان تعملان على تطوير مثل هذه الأسلحة، في حين أن الجيش الأميركي يُبدي اهتماماً أقلّ بها، ولا يضعها في مقدّمة أولوياته.
وفي العقد الماضي، استثمرت البحرية الأميركية ما يزيد عن 500 مليون دولار في برنامجها الخاصّ بالمدفع الكهرومغناطيسي. وكان هدف هذا المشروع تطوير سلاح قادر على إطلاق المقذوفات بسرعات تفوق سرعة الصوت، بل تصل إلى 4500 ميل في الساعة أو أكثر [سرعة الصوت تساوي 768 ميلاً في الساعة].
مع ذلك، بعد سنوات من التطوير، لم يحقق المدفع العملاق، الذي جرى الترويج له كثيرًا، غير تقدّم محدود. الآن، بات عالقاً إلى حدّ كبير في مرحلة البحث والتطوير. بالطبع، لم يكن ذلك بسبب نقص الجهد أو المال.
على الجهة المقابلة، وفي شهر أيار (مايو) 2024، استخدم فريق من كلية الهندسة البحرية في بيجينغ تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في أحدث مساعيه المتعلقة بالمدافع الكهرومغناطيسية. وعلى الرغم من أن الإطلاق التجريبي لم يُعتبر ناجحًا، فإنه يوضح استمرار العاصمة الصينية في السعي للحصول على تكنولوجيا المدافع الكهرومغناطيسية.
كذلك، تتقدّم الصين واليابان الآن، ولكن من غير الواضح مدى إمكانية نجاحهما في إتقان النظام المنشود، والإجابة رهن الأيام.