الإنسانية
طالت الحرب على غزة وتطاولت الايادي الاسرائيلية في القتل، فاستشهد الكثير، ضُربت الانسانية بعرض الحائط، كأنها بلا معنى، العديد من المخالفات القانونية والسيادية حتى في سياسات الاحتلال المتعارف عليها رغم ان الاحتلال الوحيد الذي لا يزال مستمراً هو الاحتلال الاسرائيلي، التطاول الاسرائيلي لم يتوقف في غزة بل مارس هواياته في لبنان وبعد توقف اطلاق النار ذهب لسوريا مدمراً وحارقاً تارة بحجة القضاء على اعوان حزب الله وتارة اخرى بحجة حماية نفسها، تعجبنا لهذه الحجج التي تحمل العديد من التناقضات ففي الواقع تتم الحماية من القاتل اما ان يحمي القاتل نفسه من نفسه بقتل الاخرين فهذا هو العجب الذي ترأسه نتنياهو شاحذاً انتصاراً ليغطي جرائمه في غزة ولبنان وسوريا بإعلانه بأن وعده قد تحقق وانه ماضي في تغيير خارطة الشرق الاوسط او منطقتنا على وجه التحديد.
تعدت المخالفات الاسرائيلية كل الحدود المتعارف عليها، فالدمار هو عنوان انتصارها والقتل وسفك الدماء هى الاسطر التي ستلتصق بها في سطور التاريخ.
الانسانية دائما كانت وستبقى قلب بلدنا الاردن، وتحملنا الكثير لتحقيقها وواجهنا العديد للحفاظ عليها ولا نستطيع ان نعيش بعيدا عنها لانها قلبنا وعقولنا، ننتفض لغزة وسوريا ولبنان حتى ليبيا واليمن والسودان وجميع بقاع الارض، قواتنا الاردنية لحفظ السلام تشارك في جميع مناطق قوات حفظ السلام لان الاردن هو السلام، انتفضت قبل أيام انسانيتنا لجميع دور المسنين، وقامت جلالة الملكة رانيا العبدالله بزيارة الجميع في المستشفى وزيارة جميع دور المسنين، جلالتها التي أثبتت جرأتها في مواقفها امام القتل الاسرائيلي في غزة بكل انسانية واحتراماً للانسان وعشق لروح الاردن الا وهى فلسطين، انتفضت الحكومة رغم انها لم تغفل يوماً عن واجبها بأي رقابه وحفظتها بكل عناية وخصوصاً ان خلفية معالي وزير التنمية الاجتماعية وفاء بني مصطفى القانونية التي تتمحور في انسانيتها واخلاصها في عملها، ولاسيما ان اولى اهتمامات وتركيز دولة رئيس الوزراء هى الرقابة والمتابعة لكل اجندات العمل وهو ما يحدث بكل تناغم واصرار على العمل.
انتفضنا لحدث قد يكون لا يُذكر في اي بلد من بلدان العالم وقد يعبر حدوثه مر الكرام، إلا أننا اعتبرناه حدثا جليا وغير مألوف، وهذا ما يعطي الدليل القاطع ان اسرائيل وان طالت ايام قتلها فلن تنجح في قتل انسانيتنا التي طالما كانت الهدف الاسرائيلي السامي للاردن وشعبه فنحن الاقرب لفلسطين، القضية التي اثبتتها الايام انها للاردن ليست فقط قضية بل قصة عشق اردنية تفوق كل الارض وما يحدث في غزة لن يُنسى في سطور تاريخها.
حمى الله أمتنا، حمى الله الأردن.